والبيت الأخير مأخوذ من قول أبي محمد الحسن بن جكينا البغدادي الشاعر المشهور (طرفك يرمي قلبي بأسهمه * فما لخديك تلبس الزردا) وقد روي لغيره أيضا والله أعلم ثم وجدت في كتاب خريدة القصر تأليف عماد الدين الكاتب الأصفهاني لعبد السلام بن الجكر المعروف بابن الصواف الواسطي (لو كان أمري إلي أو بيدي * أعددت لي قبل بينك العددا) (طرفك يرمي قلبي بأسهمه * فما لخديك تلبس الزردا) (ريقته الشهد والدليل على * ذلك نمل بخده صعدا) وذكر أبو الحسن علي بن ظافر الأزدي المصري في كتاب بدائع البدائة أن أبا القاسم ابن هانىء الشاعر المتأخر هجا ابن الخلال المذكور وبلغه هجوه فأضمر له حقدا واتفق بعض المواسم التي جرت عادة ملوك مصر بالحضور فيه لاستماع المدائح فجلس الحافظ أبو الميمون عبد المجيد ملك مصر إذ ذاك فأنشده الشعراء وانتهت النوبة إلى ابن هانىء المذكور فأنشد وأجاد فيما قاله فقال الحافظ للموفق المذكور كيف تسمع فأثنى عليه واستجاد شعره وبالغ في وصفه ثم قال له ولو لم يكن له ما يمت به إلا انتسابه إلى أبي القاسم ابن هانىء شاعر هذه الدولة ومظهر مفاخرها وناظم مآثرها لولا بيت أظهره منه الضجر عند دخوله هذه البلاد فقال له الحافظ ما هو فتحرج من إنشاده فأبى الحافظ إلا أن ينشده وفي أثناء ذلك صنع بيتا وهو
(٢٢٤)