وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ٢٢٦
إسماعيل بن القاسم القالي عند دخوله الأندلس بالقصيدة التي أولها (من حاكم بيني وبين عذولي * الشجو شجوي والعويل عويلي) وكان وصول أبي علي القالي إلى الأندلس في سنة ثلاثين وثلاثمائة قلت وقد سبق ذكر ذلك في ترجمته ثم ذكر له الحميدي وقائع وعدة مقاطيع من الشعر وأنه ألف كتابا في الطير وسجن مدة قلت وقد ذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر الأبيات التي مدح بها يوسف بن هارون أبا علي القالي وأورد له بعد البيت المذكور قوله (في أي جارحة أصون معذبي * سلمت من التعذيب والتنكيل) (إن قلت في بصري فثم مدامعي * أو قلت في كبدي فثم غليلي) (وثلاث شيبات نزلن بمفرقي * فعلمت أن نزولهن رحيلي) (طلعت ثلاثا في نزول ثلاثة * واش ووجه مراقب وثقيل) (فعزلنني عن صبوتي فلئن ذللت * لقد سمعت بذلة المعزول) قلت ثم خرج بعد هذا إلى المدح وكان قد وصف الصيد والروض فقال (روض تعاهده السحاب كأنه * متعاهد من عهد إسماعيل) (قسه إلى الأعراب تعلم أنه * أولى من الأعراب بالتفضيل) (حازت قبائلهم لغات فرقت * فيهم وحاز لغات كل قبيل) (فالشرق خال بعده فكأنما * نزل الخراب بربعه المأهول (وكأنه شمس بدت في غربنا * وتغيبت عن شرقهم بأفول)
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»