بخر بالعود والند ودفئت بأصناف الفراء ساعة فعطست وتحركت وقعدت وخرجت ماشية مع أهلها إلى منزلها ومنها أنه أتي مرة بمريض يعرق دما في زمن الصيف فسأل تلاميذه قدر خمسين نفسا فلم يعرفوا المرض فأمره بأكل خبز شعير مع باذنجان مشوي ففعل ذلك ثلاثة أيام فبرئ وسأله أصحابه عن العلة فقال إن دمه قد رق ومسامه قد انفتحت وهذا الغذاء من شأنه تغليظ الدم وتكثيف المسام ومن مروءته أن ظهر داره كان يلي المدرسة النظامية فإذا مرض فقيه نقله إليه وقام في مرضه عليه فإذا أبل وهب له دينارين وصرفه (304) وذكر شيخنا موفق الدين قبل هذا أن ولد أمين الدولة المذكور كان شيخه وانتفع به وكان شيخا قد ناهز ثمانين سنة ولديه تجربة فاضلة وغوص على أسرار الطبيعة يرى الأمراض كأنها من وراء زجاج لا يعتريه فيها ولا في مداواتها شك وكان أكثر ما يصف المفردات أو ما يقل تركيبه ولم أر من يستحق اسم الطب غيره وكان يقول ينبغي للعاقل أن يختار من اللباس مالا تحسده عليه العامة ولا تحتقره فيه الخاصة وكذا كان لباسه الأبيض الرفيع ثم قال وخنق في دهليز داره الثلث الأول من الليل وكان قد أسلم قبل موته وفي نفسي عليه حسرات رحمه الله تعالى نقلته ملخصا
(٧٧)