وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٧٥
وكان ابن التلميذ كثير التواضع وأوحد الزمان متكبرا فعمل فيهما البديع الأسطرلابي المقدم ذكره (أبو الحسن الطبيب ومقتفيه * أبو البركات في طرفي نقيض) (فهذا بالتواضع في الثريا * وهذا بالتكبر في الحضيض) ولابن التلميذ في الطب تصانيف مليحة فمن ذلك كتاب أقراباذين وهو نافع في بابه وبه عمل أطباء هذا الزمان وله كناش وحواش على كليات ابن سينا وغير ذلك (303) وكان شيخه في الطب أبا الحسن هبة الله بن سعيد صاحب التصانيف المشهورة منها كتاب التلخيص والمغني في الطب وهو جزء واحد وكتاب الإقناع وهو أربعة أجزاء وقد انتقدوا عليه هذه التسمية وقالوا كان ينبغي أن يكون الأمر بالعكس لأن المغني هو الذي يغني عن غيره فكان الكتاب الأكبر أولى بهذا الاسم والإقناع هو الذي تقع القناعة به فالمختصر أولى بهذا الاسم وله كل شيء مليح من تصنيف في طب أو أدب وكان حسن السمت كثير الوقار حتى قيل إنه لم يسمع منه بدار الخلافة مدة ترداده إليها شيء من المجون سوى مرة واحدة بحضرة المقتفي الخليفة وذلك أنه كان له راتب بدار القوارير ببغداد فقطع ولم يعلم به الخليفة فاتفق أنه كان عنده يوما فلما عزم على القيام لم يقدر عليه إلا بكلفة ومشقة من الكبر فقال له المقتفي كبرت يا حكيم فقال نعم يا مولانا وتكسرت قواريري وهذا في اصطلاح أهل بغداد أن الإنسان إذا كبر يقال تكسرت قواريره فلما قال الحكيم هذه اللفظة قال الخليفة هذا الحكيم لم أسمع منه
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»