حكى عاصم بن أبي النجود المقرئ المقدم ذكره أن الحجاج بن يوسف الثقفي بلغه أن يحيى بن يعمر يقول إن الحسن والحسين رضي الله عنهما من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحيى يومئذ بخراسان فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والي خراسان وقد تقدم ذكره أيضا أن ابعث إلي بيحيى بن يعمر فبعث به إليه فقام بين يديه فقال أنت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لألقين الأكثر منك شعرا أو لتخرجن من ذلك قال فهو أماني إن خرجت قال نعم قال فإن الله جل ثناؤه يقول * (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) * الآية الأنعام 85 قال وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلوات الله عليه وسلامه فقال له الحجاج ما أراك إلا قد خرجت والله لقد قرأتها وما علمت بها قط وهذا من الاستنباطات البديعة الغريبة العجيبة فلله دره ما أحسن ما استخرج وأدق ما استنبط قال عاصم ثم إن الحجاج قال له أين ولدت فقال بالبصرة قال أين نشأت قال بخراسان قال فهذه العربية أنى هي لك قال رزق قال خبرني عني هل ألحن فسكت فقال أقسمت عليك فقال أما إذ سألتني أيها الأمير فإنك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع فقال ذلك والله اللحن السيء قال ثم كتب إلى قتيبة إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك والسلام وروى ابن سلام عن يونس بن حبيب قال قال الحجاج ليحيى بن يعمر أتسمعني ألحن قال في حرف واحد قال في أي قال في القرآن قال ذلك أشنع ثم قال له ما هو قال تقول * (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم) * إلى قوله * (أحب إليكم) * التوبة 24 فتقرؤها بالرفع
(١٧٤)