قال ابن سلام كأنه لما طال الكلام نسي ما ابتدأ به فقال الحجاج لا جرم لا تسمع لي لحنا قال يونس فألحقه بخراسان وعليها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة والله أعلم أي ذلك كان قال ابن الجوزي في كتاب شذور العقود في سنة أربع وثمانين للهجرة نفى الحجاج يحيى بن يعمر لأنه قال له هل ألحن فقال تلحن لحنا خفيا فقال أجلتك ثلاثا فإن وجدتك بعد بأرض العراق قتلتك فخرج وحكى أبو عمرو نصر بن علي عن نوح بن قيس قال حدثنا عثمان بن محصن قال خطب أمير بالبصرة فقال اتقوا الله فإنه من يتق الله فلا هورات عليه فلم يدروا ما قال الأمير فسألوا يحيى بن يعمر فقال الهورات الضياع يقول من اتقى الله فليس عليه ضياع قال القزاز في كتاب الجامع الهورات المهالك واحدها هورة قال الراوي فحدثت بهذا الحديث الأصمعي فقال هذا شيء لم أسمع به قط حتى كان الساعة منك ثم قال إن كلام العرب لواسع لم أسمع بذا قط وحكى الأصمعي قال حدثنا أبي قال كتب يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وهو بخراسان إلى الحجاج بن يوسف كتابا يقول فيه إنا لقينا العدو فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل ونحن بالحضيض فقال الحجاج ما لابن المهلب ولهذا الكلام فقيل له إن ابن يعمر عنده فقال فذاك إذا وكان يحيى بن يعمر يعمل الشعر وهو القائل (أبى الأقوام إلا بغض قومي * قديما أبغض الناس السمينا) وقال خالد الحذاء كان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلف وأخباره ونوادره كثيرة وتوفي سنة تسع وعشرين ومائة رحمه الله تعالى ويعمر بفتح الياء المثناة من تحتها والميم وبينهما عين مهملة وفي الأخير
(١٧٥)