(ولم تضيق بذاك صدري * فإن لي أسوة الصحابة) ومن محاسن شعره قوله (كم ليلة بت من كاسي وريقته * نشوان امزج سلسالا بسلسال) (وبات لا تحتمي عني مراشفه * كأنما ثغره ثغر بلا والي) وظفرت بديوانه وجميعه بخطه وانا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء فمن ذلك قوله في مدح خطيب (شرح المنبر صدرا * لتلقيك رحيبا) (أترى ضم خطيبا * منك أم ضمخ طيبا) وهذا الجناس في غاية الحسن ثم وجدت هذين البيتين لأبي القاسم ابن زيد ابن أبي الفتح أحمد بن عبيد بن فضل الموازيني الحلبي المعروف أبوه بالماهر وان ابن القيسراني المذكور أنشدهما للخطيب ابن هاشم لما تولى خطابة حلب فنسبا إليه ورأيت الأول على هذه الصورة وهو (قد زها المنبر عجبا * إذ ترقيت خطيبا) وله في الغزل (بالسفح من لبنان لي * قمر منازله القلوب) (حملت تحيته الشمال * فردها عني الجنوب) (فرد الصفات غريبها * والحسن في الدنياغريب) (لم أنس ليلة قال لي * لما رأى جسدي يذوب) (بالله قل لي من أعلك * يا فتى قلت الطبيب)
(٤٥٩)