(لاغرو أن ملك ابن إسحاق * وساعده القدر) (وصفت له الدنيا وخص * أبوالغنائم بالكدر) (فالدهر كدولاب ليس * يدور إلا بالبقر) فبلغت الأبيات نظام الملك فقال هو يشير إلى المثل السائر على السن الناس وهو قولهم أهل طوس بقر وكان نظام الملك من طوس واغضى عنه ولم يقابله على ذلك بل زاد في إفضاله عليه فكانت هذه معدودة من مكارم أخلاق نظام الملك وسعة حلمه وكان مع فرط إحسان نظام الملك إليه يقاسي من غلمانه وأتباعه شر مقاساة لما يعلمونه من بذاءة لسانه فلما اشتد عليه الحال منهم كتب نظام الملك (لذ بنظام الحضرتين الرضى * إذا بنو الدهر تحاشوك) (وأجل به عن ناظريك القذى * إذا لئام القوم اعشوك) (واصبر على وحشة غلمانه * لابد للورد من الشوك) وذكر العماد الأصبهاني في الخريدة أنه أنقذ هذه الأبيات مع ولده إلى نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي ولقبه نظام الحضرتين أبو الحسن ومن شعره أيضا (وجهي يرق عن السؤال * وحالتي منه ارق) (دقت معاني الفضل في * وحرفتي منها أدق) ومن معانيه الغريبة قوله في الرد على من يقول أن السفر به يبلغ الوطر (قالوا أقمت وما رزقت وإنما * بالسير يكتسب اللبيب ويرزق) (فأجبتهم ما كل سير نافعا * الحظ ينفع لا الرحيل المقلق) (كم سفرة نفعت وأخرى مثلها * ضرت ويكتسب الحريص ويخفق) (كالبدر يكتسب الكمال بسيره * وبه إذا حرم السعادة يمحق) وله أيضا
(٤٥٤)