وخلف ولدين أحدهما فخر الملوك رضوان والآخر شمس الملوك أبو نصر دقاق فاستقل رضوان بمملكة حلب ودقاق بمملكة دمشق وتوفي رضوان في سلخ جمادي الأولى سنة سبع وخمسمائة ومن نوابه أخذ الفرنج أنطاكية في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وتوفي دقاق في ثامن عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وأربعمائة ودفن في مسجد بحكر الفهادين بظاهر دمشق الذي على نهر بردى وكان قد حصل له مرض متطاول وقيل إن أمه سمته في عنقود عنب فلما مات قام بالملك ظهير الدين أبو منصور طغتكين وكان أتابكه وتزوج أمه في حياة أبيه زوجه إياها وهو عتيق تتش رحمهم الله تعالى وأولاد الملك رضوان المقيمون بظاهر حلب هم أولاد رضوان المذكور ولم يزل ظهير الدين طغتكيم مالك دمشق إلى أن توفي يوم السبت لثمان خلون من صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتولى الأمر بعده ولده تاج الملوك أبو سعيد بوري إلى أن توفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من رجب سنة ست وعشرين وخمسمائة من جراحة أصابته من الباطنية وتولى بعده ولده شمس الملوك إسماعيل إلى أن قتل يوم الأربعاء رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة قتلته أمه خاتون زمرد بنت جاولي وأجلست أخاه شهاب الدين زباا القاسم محمود بن بوري فتولى الأمر بعده بدمشق إلى أن قتل ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قتله غلامه التغش ويوسف الخادم والفراش الخركاوي وصبيحة قتله وصل أخوه جمال الدين محمد بن بوري من بعلبك وكان صاحبها فملك دمشق وأقام بها إلى أن توفي ليلة الجمعة ثامن شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة
(٢٩٦)