الله تعالى استولوا عليها في سنة ثماني عشرة وخمسمائة يسر الله فتحها على أيدي المسلمين آمين 124 أبو غالب التياني أبو غالب تمام بن غالب بن عمر اللغوي المعروف بالتياني من أهل قرطبة سكن مرسية كان إماما في اللغة وثقة في إيرادها مذكورا بالديانة والفقه والورع وله كتاب مشهور جمعه في اللغة لم يؤلف مثله اختصارا وإكثارا وله قصة تدل على دينه مع علمه حكى ابن الفرضي أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري وجه إلى أبي غالب المذكور أيام غلبته على مرسية وأبو غالب ساكن بها ألف دينار على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب مما ألفه أبو غالب لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير وقال والله لو بذلت لي الدنيا على ذلك لم أفعله ولا استجزت الكذب فإني لم أؤلفه لك خاصة ولكن للناس عامة فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها وقال ابن حيان كان أبو غالب هذا مقدما في علم اللسان مسلمة له اللغة وله كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين جم الإفادة وتوفي بالمرية في إحدى الجماديين سنة ست وثلاثين وأربعمائة رحمه الله
(٣٠٠)