وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٣٠٧
وذكر ابن شداد في سيرة صلاح الدين أنه توفي يوم الخميس مستهل صفر وقال في موضع آخر من السيرة أيضا خامس صفر سنة ست وسبعين وخمسمائة بثغر الإسكندرية المحروس ونقلته أخته شقيقته ست الشام بنت أيوب إلى دمشق ودفنته في مدرستها التي أنشأتها بظاهر دمشق فهناك قبره وقبرها وقبر والدها حسام الدين عمر بن لاجين وقبر زوجها ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن أسد الدين شيركوه صاحب حمص وكانت تزوجته بعد لاجين رحمهم الله أجمعين وكانت وفاة حسام الدين المذكور ليلة الجمعة تاسع عشر شهر رمضان سنة سبع وثمانين وخمسمائة وهذا حسام الدين المذكور هو سيد شبل الدولة كافور بن عبد الله الحسامي الخادم صاحب المدرسة والخانقاه الشبلية اللتين في ظاهر دمشق علي طريق جبل قاسيون ولهما شهرة في مكانهما وله أوقاف كثيرة ومعروف نافع في الدنيا والآخرة وكانت وفاته في رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن في تربته المجاورة لمدرسته المذكورة وسيأتي ذكر ناصر الدين محمد بن شيركوه في ترجمة أبيه في حرف الشين إن شاء الله تعالى وتوفيت ست الشام المذكورة في سادس عشر ذي القعدة سنة ست عشرة وستمائة وبعد الفراغ من هذه الرجمة وجدت بخط بعض الفضلاء ممن له عناية بهذا الفن زيادة علي ما ذكرته ههنا فتركت ما هو مذكور في هذا المكان وأتيت بتلك الزيادة فقال لما تمهدت بلاد اليمن لشمس الدولة واستقامت له أمورها كره المقام بها لكونه تربية بلاد الشام وهي كثيرة الخير واليمن بلاد مجدبة من ذلك كله فكتب إلى أخيه صلاح الدين يستقيل منها ويسأله الإذن له في العود إلى الشام ويشكو حاله وما يقاسيه من عدم المرافق التي يحتاج إليها فأرسل إليه صلاح الدين رسولا مضمون رسالته ترغيبه في الإقامة وأنها
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 311 313 314 ... » »»