فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٢٩٦
إن أهل الأبلة قد جمعوا لي، ولا أحسبهم امتنعوا منى إلا لمكانك. قال له خالد: فالرأي أن أخرج من البصرة نهارا ثم أعود ليلا فأدخل عسكرك بأصحابي فإن صبحوك حاربناهم (ص 241). - ففعل خالد ذلك وتوجه نحو الحيرة.
فلما جن عليه الليل انكفأ راجعا حتى صار إلى عسكر سويد فدخله بأصحابه، وأصبح الأبليون وقد بلغهم انصراف خالد عن البصرة فأقبلوا نحو سويد. فلما رأوا كثرة من في عسكره سقط في أيديهم وانكسروا. فقال خالد: احملوا عليهم فإني أرى هيئة قوم قد ألقى الله في قلوبهم الرعب. فحملوا عليهم فهزموهم، وقتل الله منهم بشرا، وغرق طائفة في دجلة البصرة. ثم مر خالد بالخريبة ففتحها وسبى من فيها، واستخلف بها فيما ذكر الكلبي شريح بن عامر بن قين من بنى سعد بن بكر بن هوازن. وكانت مسلحة للعجم.
ويقال أيضا إنه أتى النهر الذي يعرف بنهر المرأة فصالح أهله، وأنه قاتل جمعا بالمذار، ثم سار يريد الحيرة، وخلف سويد بن قطبة على ناحيته وقال له:
قد عركنا هذه الأعاجم بناحيتك عركة أذلتهم لك.
وقد روى أن خالدا لما كان بناحية اليمامة كتب إلى أبى بكر يستمده، فأمده بجرير بن عبد الله، فلقيه جرير منصرفا من اليمامة فكان معه.
وواقع صاحب المذار بأمره، والله أعلم.
وقال الواقدي: والذي عليه أصحابنا من أهل الحجاز أن خالدا قدم المدينة من اليمامة ثم خرج منها إلى العراق على فيد والثعلبية، ثم أتى الحيرة.
603 - قالوا: ومر خالد بن الوليد بزندورد من كسكر فافتتحها، وافتتح درنى وذواتها بأمان، بعد أن كانت من أهل زندورد مراماة للمسلمين ساعة.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 291 292 293 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست