فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
العذيب. فسأل زبراء أم ولد سعد أن تطلقه ليقاتل ثم يعود إلى حديده.
فأحلفته بالله ليفعلن إن أطلقته. فركب فرس سعد وحمل على الأعاجم فخرق صفهم وحطم الفيل الأبيض بسيفه وسعد يراه. فقال: أما الفرس ففرسي، وأما الحملة فحملة أبي محجن. ثم أنه رجع إلى حديده. ويقال إن سلمى بنت حفصة أعطته الفرس، والأول أصح وأثبت.
فلما انقضى أمر رستم قال له سعد: والله لا ضربتك في الخمر بعدما رأيت منك أبدا. قال: وأنا والله فلا شربتها أبدا.
642 - وأبلى طليحة بن خويلد الأسدي يومئذ وضرب الجالينوس ضربة قدت مغفره، ولم تعمل في رأسه.
وقال قيس بن مكشوح: يا قوم! إن منايا الكرام القتل، فلا يكونن هؤلاء القلف أولى بالصبر وأسخى نفسا بالموت منكم. ثم (ص 258) قاتل قتالا شديدا، وقتل الله رستم فوجد بدنه مملوءا ضربا وطعنا، فلم يعلم من قاتله.
وقد كان مشى إليه عمرو بن معدى گرب، وطليحة بن خويلد الأسدي، وقرط بن جماح العبدي، وضرار بن الأزور الأسدي.
وكان الواقدي يقول: قتل ضرار يوم اليمامة. وقد قيل إن زهير بن عبد شمس البجلي قتله. وقيل أيضا إن قاتله عوام بن عبد شمس. وقيل إن قاتله هلال بن علفة التيمي.
فكان قتال القادسية يوم الخميس والجمعة وليلة السبت، وهي ليلة الهرير.
وإنما سميت ليلة صفين بها. ويقال إن قيس بن مكشوح لم يحضر القتال بالقادسية، ولكنه قدمها وقد فرغ المسلمون من القتال.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست