العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٢٥٣
قيل: أما الذي يعرفون فالتنزيل المجرد بغير (1) تأويله، وجملة الشريعة بغير تفسيرها، وما جل من الخبر واستفاض، وكثر ترداده على الاسماع، وكروره على الافهام، وأما الذي يجهلون فتأويل المنزل، وتفسير المجمل، وغامض السنن التي حملتها (2) الخواص عن الخواص من حملة الأثر، وطلاب الخبر، مما يتكلف معرفته ويتتبع في مواضعه، ولا يهجم على طالبه (3) ولا يقهر سمع القاعد عنه.
والخبر، خبران: خبر للخاصة فيه فضل على العامة، كالصلوات الخمس، وصوم رمضان، وغسل الجنابة، وفى المائتين خمسة (4). وخبر تفضل فيه الخاصة العامة، وهو كما سن الرسول في الحلال والحرام، وأبواب القضاء (5) والطلاق، والمناسك، والبيوع، والأشربة.
والكفارات وأشباه ذلك.
وباب آخر يجهله العوام ويخبط فيه الحشو، ولا تشعر بعجزها (6) و [لا] موضع دائها (7). ومتى جرى سببه أو ظهر شئ منه تسنمت أعلاه، وركبت حومته (8)، كالكلام في القدر والتشبيه، والوعد والوعيد،

(1) في الأصل: " بعد " صوابه في ب.
(2) في الأصل: " جهلتها " صوابه في ب.
(3) أي يسهل فهمه. ب " يعجم " تحريف.
(4) يشير إلى الزكاة.
(5) هذا ما في ب. وفى الأصل: " الفضل ".
(6) ب: " بسرها ".
(7) التكملة السالفة من ب ودائها هي في الأصل: " ذاتها " وفى ب " دأبها " والوجه ما أثبت.
(8) في الأصل: " حرمة " ووجهه من ب.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»