الله من هذه الإبل ناقة أتسبب عليها فقال له ما كنت فقيرا ولا أبرص وانما ورثت هذا المال من آبائي قال فذهب إلى الأقرع وقال له مثل ما قال للأبرص فقال مثل ما قال الأبرص فذهب إلى الثالث وقال له مثل ما قال لصاحبيه فأجاب وقال بسم الله والله لقد صدقت فاذهب إلى هذا البقر فاقسمها بيني وبينك فقال له بارك الله لك في مالك وقد رد الله صاحبيك كما كانا فإنهما كفرا نعمة الله قال الراوي وجمعوا المال ومضوا به إلى خالد وبنى فيها المساجد وأخذ كنيستهم العظمى فجعلها جامعا وترك لهم أربع كنائس وكتب إلى عمرو بن العاص يعلمه بفتح إسكندرية ففرح وركب وترك موضعه أبا ذر الغفاري وذهب إلى الإسكندرية وبني فيها جامعا في الربض وهو معروف بجامع عمرو إلى يومنا هذا ذكر فتح مدينة دمياط وما والاها قال الراوي وأتت اليه أهل رشيد وفوة والمحلة ودميرة وسمنود وجرجة ودمنهور وابيار والبحيرة وصالحوه على بلادهم ثم إنه بعث المقداد ومعه أربعون فارسا وهم ضرار وشاكر ونوفل وراجح وعاصم وفارس وعروة وسهل وعمير وكعب وسعيد ويزيد وصعصعة وغيرهم وأمرهم بالمسير إلى دمياط وأمر عليهم المقداد بن الأسود الكندي فساروا إلى البرلس ودمياط كان بها خال الملك المقوقس وكان عسكره اثني عشر ألفا وكان قد حصن البلد وجمع فيها من آلة الحصار من الزاد وغيره قال فلما أشرف عليه الصحابة ونظر إلى قلتهم ضحك وقال إن قوما ينفذون الينا منهم أربعين ليملكوا بلدنا لفي عجز وقلة عقل قال وكان ولده الأكبر فارسا مشهورا في جميع بلاد النيل وكان اسمه هريرا وكان يثق به وبشجاعته وبراعته وليس في عينيه الفرسان شيئا فلما رأى الصحابة وهم أربعون قفز إليهم وهو لابس لامة حربه وطلب البراز فخرج اليه ضرار بن الأزور وحمل عليه فطعنه فقتله وحمل على عسكر دمياط فالجأهم إلى حيطان البلد وهو كأنه النار في الحطب فاستعاذ منه الجيش ثم إن خال الملك وكان اسمه البامرك اجتمع بأرباب دولته وقد صعب عليه قتل ولده وكان عندهم حكيم يثقون به وبرأيه ويعتمدون على عقله فأحضروه وقالوا له أيها الحكيم العالم ما الذي تشير به علينا في أمر هؤلاء العرب فقال أيها الملك ان جوهر العقل لا قيمة له وما استضاء به أحد الا هداه إلى سبيل نجاته وقاده إلى معالم مصالحه وهؤلاء القوم لا تذل لهم
(٨٦)