متنصرة العرب وهو يصيح بملء فيه يا معاشر العرب ارسلوا إلى الملك أحدا يكلمه فاعلم المسلمون عمرا وخالد بن الوليد بذلك فأراد خالد أن يخرج اليه فمنعه الامراء من ذلك فعندها وثب المقداد بن الأسود وحلف لا يخرج اليه الا هو بنفسه فقال عمرو وخالد يا أبا عبد الله انظر ما يكلمك به الاعلاج وادعهم إلى كلمة الاخلاص المنجية يوم القصاص فان أبوا فالجزية عن يد وهم صاغرون فان أبوا قاتلناهم * (حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين) * قال الواقدي فعندها ركب المقداد جواده وسار حتى وقف بين يدي البطريق وكان ذلك بولص 2 صاحب الكفور الطاغي اللعين بطريق البطليوس وقد أتى باذن الملك والبطارقة فلما رآه كلمه بلسان عربي مبين ثم قال يا بدوي أأنت أمير قومك قال لا قال فاني لا أريد الا الأمير حتى أسأله عما بدا لي لعل أن تكون فيه مصلحة بينكم وبيننا فقال المقداد سل عما بدا لك وما تريد فانا قوم إذا فعل أحدنا أمرا وفيه نصح للدين ومصلحة للمسلمين لا ينكر عليه ذلك ويجيز له الأمير ما فعل فأخبرني عن أمرك وشأنك قال لا يكلمني الا أمير القوم وان كان عنده خوف مني ألقيت سلاحي فقال المقداد وقد ضحك من كلامه ويحك يا عدو الله لو كنت أنت وأمثالك باسلحتهم ما فكرنا فيهم وان الواحد منا لو وقع في ألف منكم لتلقاهم بنفسه ولا أهمه ذلك والمعونة من الله تعالى فانا وطنا أنفسنا على الموت ونعلم أن هذه الدنيا فانية ولا يبقى الا وجه الله تعالى فاسألني عما بدا لك فقال له لا اسمع الا كلام الأمير فدع عنك كثرة المطاولة قال المقداد ان لنا أميرين أحدهما متولي الامر والآخر قائد الجيوش فأي أمير تريد قال أخبرني بأسمائهما قال أما الذي هو متولي الامر فيسمى عمرو بن العاص والآخر يسمى خالد بن الوليد قال إني أريد خالدا سمعت عنه أمورا وأحوالا وان الروم تتحدث عنه بعجائب كثيرة قال الواقدي وكان الملعون قد سمع بذكر خالد وفراسته وقال في نفسه لعلي أغدره فاني ان قتلته كان لي الفخر على جميع الروم وينكسر بذلك ناموس العرب وان لم أقدر عليه أسمع ما يقول من خطابه قال فعند ذلك لوى المقداد عنان جواده ورجع إلى خالد فعند ذلك قال خالد لأصحابه ان المقداد قد رجع وان عدو الله لا يريد الا إياي فان طلبني مضيت اليه وان رأيت منه غدرا أخذت روحه من بين كتفيه وأستعين عليه بالملك العلام قال الراوي فبينما خالد يتحدث بهذا الكلام إذا بالمقداد قد وصل وأعلم عمرا وخالدا بما وقع فعندها خرج خالد رضي الله عنه مبادرا عليه لامة حربه فتعلق به أكابر أصحابه فحلف انه لا بد له من الخروج اليه ثم خرج
(٢٣٦)