والتوراة فأراد الله أن يعلمهم انها خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله الذين يتبعون الرسول النبي الأمي فقال طلحة بن خويلد مالي وجه أرجع إلى الاسلام وهم أن يسير على وجهه فمنعه شرحبيل وقال له يا طلحة لست أدعك تمضى بل ترجع معي إلى العسكر قال ما يمنعني من المسير معك الا الفظ الغليظ خالد بن الوليد واني أخاف أن يقتلني فقلت يا أخي انه ليس معنا وهذا الجيش لعمرو بن العاص قال فرجع معي فلما قربنا من المسلمين تبادروا الينا وقالوا يا شرحبيل من هذا الرجل معك فلقد صنع معك جميلا قال ولم يعرفوه لأنه كان متلثما بفضل عمامته فقلت هذا طلحة بن خويلد الذي ادعى النبوة فقالوا أو تاب ورجع إلى الله فقال أنا تائب إلى الله سبحانه وتعالى قال شرحبيل فاتيت به إلى عمرو بن العاص فسلم عليه وبش في وجهه ورحب به قال حدثنا حسان بن عمر لربعي عن جده ان طلحة بن خويلد لما ادعى النبوة وجرى له ما جرى من الحرب مع خالد بن الوليد رضي الله عنه وسمع ان خالدا قتل مسيلمة الكذاب وقتل الأسود العنسي أيضا لأنه قال إنه نبي فخاف طلحة على نفسه من خالد فهرب بالليل ومعه زوجته للشام واستجار برجل من آل كلب فأجاره الكلبي وأنزله في داره وكان الكلبي مؤمنا وبقي عنده مدة أيام إلى أن استخبره عن حاله فحدثه طلحة بجميع أحواله مع خالد بن الوليد ووقائعه معه وكيف ادعى النبوة فغضب الكلبي لكلامه وطرده من جواره فأقام طلحة بالشام وقد تاب من أمره فلما بلغه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد قبض قال ذهب من جردت السيف في وجهه فمن ولي بعده قالوا عمر بن الخطاب قال الفظ الغليظ وهاب أن يمضي اليه وفزع من خالد بن الوليد أن يراه بالشام فيقتله فقصد قيسارية ليركب في المراكب ويطرح نفسه في بعض جزائر البحر فلما نظر إلى جيش فلسطين قد خرج إلى قتال العرب قال أسير مع هذا الجيش فلعلي انكب نكبة واغسل بها شيئا من أوزاري وتكون لي قربة إلى الله تعالى والى المسلمين فلما نظر شرحبيل في عين الهلكة قال لا صبر لي عنه فخرج واستنقذه كما ذكرناه فلما وقف بين يدي عمرو بن العاص شكره وبشره بقبول التوبة فقال يا عمرو اني أخاف من خالد بن الوليد أن يراني بالشام فيقتلني فقال عمرو فاني أشير إليك بشيء تصنعه وتأمن به على نفسك في الدنيا والآخرة قال وما هو قال أكتب معك كتابا بما صنعت وشهادة المسلمين فيه وتنطلق به إلى عمر ابن الخطاب وتدفعه اليه وأظهر التوبة فإنه يقبلها وسيندبك إلى الفتوح
(٢٧)