عما بدا لك فقال بربك ورب من قبلك الله أرسلك إلى الناس كلهم كافة قال اللهم نعم قال أنشدك بالله الله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال اللهم نعم قال أنشدك بالله الله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة فقال اللهم نعم فقال أنشدك بالله الله أمرك ان تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال اللهم نعم فقال الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر فقال هرقل بحق دينك ما الذي رأيت من معجزاته قال كنت معه في سفر فأقبل اليه أعرابي فدنا منه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتشهد ان لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله قال الاعرابي ومن يشهد بما تقول فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشجرة ثم إن النبي صلى اللهعليه وسلم دعا الشجرة وهي بشاطىء الوادي فأقبلت اليه وهي تخط الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاث مرات فقالت أنت محمد رسول الله ثم أمرها فرجعت إلى منبتها فقال هرقل أنا نجد في كتابنا ان الرجل من أمته إذا عمل السيئة كتبت عليه واحدة وان عمل الحسنة كتبت له عشرا قال قيس بن عاصم هذا في كتابنا قال الله تعالى * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) * فقال هرقل أعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشر به عيسى المسيح هو الشاهد على الناس يوم القيامة فقال قيس هوة نبينا قال الله تعالى في كتابه العزيز يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الآية أما شهادته في العقبي فهو قول ربنا في كلامه القديم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال هرقل ان الذي وصفته لك هو الذي يأمر العباد أن يمضوا اليه في حياته ويصلوا عليه في حياته وبعد وفاته فقال قيس هو نبينا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في كتابه العزيز ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قال هرقل ان الذي وصفه المسيح يعرج به إلى السماء ويخاطبه العلي الاعلى فقال قيس هو والله نبينا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في حقه سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال الواقدي وكان في ذلك الوقت بترك الروم وهو رأس دينهم جالسا يستمع هذا الكلام فالتفت هذا البترك إلى الملك وقال له أيها الملك ان الذي ذكره عيسى لم يبعث بعده ولا قبله بل هي تآويل كاذبة فقال ضرار بن الأزور كذبت في وجهك وكذبت هذه اللحية الملعونة المخزية يا كلب الروم أنت من أمثالك من يكذب عيسى عليه السلام وينكر بعث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أما تعلم أن عيسى قرأه في الإنجيل وموسى قرأه في التوراة وقرأه داود في الزبور وان نبينا المبعوث بخير الأديان المشهود له بالنبوة والرسالة في كتاب الله العزيز وجميع الكتب المنزلة على الأنبياء من قبله وهو نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المكي ولكن حجاب الكفر منعكم عن معرفته فلما أن سمع هرقل من ضرار هذا الكلام قال له لقد أسأت الأدب في المجلس إذ خرجت
(٢٨٨)