* وأسأل عنك الركب كي يخبرونني * بحالك كيما تستكن المدامع * فلم يكن فيهم مخبر عنك صادقا * ولا منهم من قال إنك راجع * فيا ولدي مذ غبت كدرت عيشتي * فقلبي مصدوع وطرفي دامع * وفكري مقسوم وعقلي موله * ودمعي مسفوح وداري بلاقع * فان تك حيا صمت لله حجة * وان تكن الأخرى فما العبد صانع * فقالت لهم سليمى بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكانت من الزاهدات العابدات أبهذا أمركن الله انما امركن بالصبر ووعدكن على ذلك الاجر أما سمعتن ما قال الله سبحانه وتعالى * (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) * فاصبرن تؤجرن فسكتن عن البكاء قال الواقدي ولما ورد الخمس على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكتاب أبي عبيدة مع رباح بن غانم اليشكري وقع الصائح في المدينة بقدومه فاجتمع الناس إلى المسجد ليسمعوا ما تجدد من أمر المسلمين فلما دخل رباح المسجد بدأ بالسلام على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى قبر أبي بكر وصلى ركعتين وأتى عمر وقبل يده وعرض عليه الكتاب فقرأه على المسلمين فضجوا بالتهليل والتكبير وصلوا على البشير النذير واخذ الخمس وكتب إلى أبي عبيدة يأمره بالمسير إلى أنطاكية ولا يصده عن ذلك شيء ورد الجواب مع رباح اليشكري قال الواقدي أخبرني مازن بن عبد ربه عن مالك بن أسيد عن جده مروان بن الجرير ان الجواب لما ورد على أبي عبيدة سار من يومه يطلب أنطاكية قال وأما ما كان من أمر يوقنا رحمه الله تعالى وجبلة بن الأيهم لعنه الله فإنهم ساروا إلى أنطاكية وسبق البشير إلى الملك هرقل بقدوم ابنته مع يوقنا وقدوم يوقنا ومعه المائتا أسير من المسلمين فأمر بتزيين البلد والبيع فأظهرت الروم زينتها ودفعت الصدقات إلى الفقراء وأخرج موكب الروم إلى لقائهم مع ابن أخيه في زينة عظيمة ودخل القوم وهم في زيهم وحشمهم وكان يوما مشهودا وقد ترجلت الملكية والسريرية بين يدي ابنة الملك وخرج كل من بأنطاكية وقدموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامها وهم مشدودون والروم تشتمهم وتبصق عليهم وقد دارت بهم الرجال والبطارقة ودخلت ابنة الملك إلى قصر أبيها قال الواقدي ودخل جبلة بن الأيهم يوقنا على الملك فخلع عليهما وعلى كبار أصحابهما ثم أنهم احضروا الصحابة وأوقفوهم بين يديه وهم في الحبال فلما وقفوا صاحت بهم الحجاب اسجدوا إلى الأرض تعظيما للملك فلم يلتفتوا إلى قولهم ولا اعتنوا به فقال لهم الحاجب الكبير ما منعكم ان تعظموا الملك بالسجود بين يديه فقال لهم ضرار لا يحل لنا أن نسجد لمخلوق وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن ذلك
(٢٨٦)