من قواد جيشك فتكلم فيه المتكلمون فعزلته حين رجع من بعثك وقد حبس نفسه في سبيل الله عز وجل ولم أزل مجيبا دعوتك في بعثك فهل لك ان تقدمني على هذا الجيش فوالله لا يراني الله وانيا ابدا ولا عاجزا عن الحرب قال وكان سعيد بن خالد نجيبا انجب من أبيه وأفرس فعقد له أبو بكر راية ودفعها اليه وأمره على الفين من العرب قال فلما سمع عمر بن الخطاب كلام سعيد بن خالد وانه خير من أن يكون أميرا كره لك ذلك وأقبل على الصديق رضي الله عنه يا خليفة رسول الله عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه ولقد سمعته يقول عندما عقدتها على رغم الأعادي والله لتعلم انه ما يريد بالقول غيري والله ما تكلمت في أبيه قال الواقدي فثقل ذلك على أبي بكر وكره ان لا يعقد له وكره أيضا ان يخالف عمر لمحبته له ونصحه ومنزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم ووثب قائما ودخل على عائشة رضي الله عنها واخبرها بخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما كان من كلامه فقالت عائشة قد علمت أن عمر ينصر الدين ويريد النصر لرب العالمين وما في قلب عمر بغض للمسلمين قال فقبل قول عائشة رضي الله عنها ثم دعا بأزد الدوسي وقال له امض إلى سعيد بن خالد وقل له رد علينا رأيتك قال فردها وقال والله لأقتلن تحت راية أبي بكر حيث كان فاني قد حبست نفسي في سبيل الله قال الواقدي ولقد بلغني ان الصديق حال تفكره فيمن يقدم طليعة الجيش قال فتقدم اليه سهل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وهشام بن الحرث وقالوا اشهدوا اننا قد حبسنا أنفسنا في سبيل الله فلا نرجع عن القتال ابدا فقال أبو بكر اللهم بلغهم أفضل ما يؤملون ثم إن أبا بكر دعا عمرو بن العاص فسلم اليه الراية وقال قد وليتك على هذا الجيش يعني أهل مكة والطائف وهوران وبني كلاب فانصرف إلى ارض فلسطين وكاتب أبا عبيدة وأنجده إذا أرادك ولا تقطع أمرا الا بمشورته أمض بارك الله فيك وفيهم قال فأقبل عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له يا أبا حفص أنت تعلم شدتي على العدو وصبري على الحرب فلو كلمت الخليفة أن يجعلني أميرا على أبي عبيدة وقد رأيت منزلتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واني أرجو ان يفتح الله على يدي البلاد ويهلك الأعداء قال عمر رضي الله عنه ما كنت بالذي أكذبك وما كنت بالذي أكلمه في ذلك فإنه ليس على أبي عبيدة أمير ولأبي عبيدة عندنا أفضل منزلة منك وأقدم سابقة منك
(١٤)