(وبسط رياض نبتها من بنفسج * ونيلوفر في وسط ماء مروق) (يمر نسيم الريح في جنباتها * لطيفا كجس النبض من مترفق) (فمن كان يرجو للسلامة ملجأ * يجده لدى عبد السلام الموفق) (حكيم عليم فاضل متفضل * إلى ذروة العلياء والمجد مرتقي) (وما أحد في كل مخطر علة * بأدرب منه في العلاج وأحذق) (فضائله في كل علم وحكمة * وأفضاله في كل غرب ومشرق) (يفرق جمع المال في مستحقه * ويجمع أشتات العلا المتفرق) (وما زال يهدي القاصدين لفضله * بنور علوم بالبلاغة مشرق) (ففي حبسه للخير أكرم منعم * وفي لطفه بالخلق أفضل مشفق) (وللعشق في الدنيا دواع كثيرة * ومن يقصد العلياء بالغرم يعشق) (له في قلوب العالمين محبة * حلت وجلت عن رتبة المتملق) (ومن شخصه للعين أحسن منظر * ومن لفظه للسمع أعذب منطق) (وللجود يلفى باعه غير قاصر * وللحلم يلفى صدره غير ضيق) (كثير الحيا دلت مخايل نفسه * على طيب أصل في المكارم معرق) (فدام سعيد الجد ما هبت الصبا * وما دام تغريد الحمام المطوق) الطويل ولما قصد التردد إلى دمشق وسمع بذلك أهلها توجه الحكيم موفق الدين إلى مصر وأقام بها مدة ثم خدم بعد ذلك الملك المنصور صاحب حماة وأقام عنده بحماة وله منه الإحسان الكثير والفضل الغزير والآلاء الجزيلة والمنزلة الجليلة موفق الدين المنفاخ هو الحكيم العالم الأوحد أبو الفضل أسعد بن حلوان أصله من المزة واشتغل بصناعة الطب وتمهر فيها وتميز في أعمالها وخدم الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب في الشرق وبقي في خدمته سنين وانفصل عنه وكانت وفاته في حماة سنة اثنتين وأربعين وستمائة نجم الدين بن المنفاخ هو الحكيم الأجل العالم الفاضل أبو العباس أحمد بن أبي الفضل أسعد بن حلوان ويعرف بابن العالمة لأن أمه كانت عالمة دمشق وتعرف ببنت دهين اللوز ونجم الدين مولده بدمشق في سنة ثلاث
(٧٥٧)