لهم وقال لا تخل فعلا من أفعالك من تقوى الله تعالى وقال أطع الله محقا يطعك الناس وقال لا شيء أنجع في الأمور من الهمة الصادقة وقال خذ من كل شيء ما يوصلك إلى الغاية التي وضع من أجلها وقال كل ما يحصل بالعرض فلا تثق به وقال اخضع للناس وخاصة العلماء والمشايخ ولا تزدر أحدا فطالما كتم العالم علمه ليتخير له من يودعه إياه كما يتخير الفلاح الأرض وقال اشتغل من كل علم بكلام أربابه الأول وقال استكثر من العناية بالكتب الإلهية المنزلة ففيها كل حكمة وقال أكثر من صحبة المشايخ فأما أن تستفيد من علمهم وأما من سيرتهم وقال إذا تأملت حركات الفضلاء وسكناتهم وجدت فيها حكما جمة وقال رأيت الهم عند أكثر الناس ما يجتلبون به المال وقال ما أكثر ما يسمع الناس الوصايا النبوية والحكمية ولا يستعملون منها إلا ما يجتلبون به المال وقال ما أشد ركون الناس إلى اللذات الجسمانية وقال لا تخل وقتك الحاضر من الفكر في الآتي وقال من لم يفكر في الآتي أتى قبل أن يستعد له وقال القناعة سبب كل خير وفضيلة وقال وبالقناعة يتوصل إلى كل مطلوب وقال القانع مساعد على بلوغ مآربه وقال اقصد من الكمال الإنساني الغاية القصوى فإن لم يكن في قوتك الوصول إليها فإنك تصل إلى ما في قوتك أن تصل إليه وإذا قصدت الكمال التالي لكمالك آملا إذا وصلته أن تقصد ما يليه فربما ركنت إلى الراحة وقنعت بدون ما تستحقه وقال احرص على أن لا تخل بشيء من العبادات البدنية فإنها نعم المعين الموصل إلى العبادات النفسانية وقال كفى بالوحدة شرفا أن الله تعالى واحد وقال كلما تمحضت الوحدة كانت أشرف لأن وحدة الله تعالى لا يشوبها كثرة من وجه أصلا وقال اعتصم بالله تعالى وتوكل عليه وثق به محقا يحرسك ويكفيك كل مؤونة ولا يخيب لك ظنا وقال اجعل الملة عضدك وأهلها إخوانك ولا تركن إلى الدول فإن الملل هي الباقية وقال عود نفسك الخير علما وعملا تلق الخير من الله تعالى ومن الناس عاجلا وآجلا وقال لا تطمع بالانقطاع ما دام لك أدنى طمع وقال لو وقف الضعيف عند قدره لأمن كثيرا من الأخطار وقال ليت شعري بما أعتذر إذا علمت ولم أعمل أرجو عفو الله تعالى ومن شعره وهو مما سمعته من لفظه رحمه الله فمن ذلك قال (يا صاحبي سلا الهوى وذراني * ماذا تريدا من مشوق عاني) (لا تسألاه عن الفراق وطعمه * إن الفراق هو الممات الثاني) (نادى الحداة دنا الرحيل فودعوا * ففجعت في قلبي وفي خلاني) (وسرت ركائبهم وقد غسق الدجى * فأضاء ممن سار في الأظعان) (ما كنت أعلم أن بعدك قاتلي * حتى فعلت وغرني سلواني) (وبكيت وجدا بعد ذاك فلم أجد * إني وقد صار اللقاء أماني) الكامل
(٧٤٦)