معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥١٦
رش بترابه بيت قتل عقاربه.
دير سليمان: بالثغر قرب دلوك مطل على مرج العين، وهو غاية في النزاهة، قال أبو الفرج: أخبرني جعفر بن قدامة قال: ولي إبراهيم بن المدبر عقيب نكبته وزوالها عنه الثغور الجزرية وكان أكثر مقامه بمنبج، فخرج في بعض ولايته إلى نواحي دلوك برعبان وخلف بمنبج جارية كان يتحظاها يقال لها غادر فنزل بدلوك على جبل من جبالها بدير يعرف بدير سليمان من أحسن بلاد الله وأنزهها ودعا بطعام خفيف فأكل وشرب ثم دعا بدواة وقر طاس فكتب:
أيا ساقيينا وسط دير سليمان أديرا الكؤوس فانهلاني وعلاني وخصا بصافيها أبا جعفر أخي، فذا ثقتي دون الأنام وخلصاني وميلا بها نحو ابن سلام الذي أود وعودا بعد ذاك لنعمان وعما بها النعمان والصحب، إنني تنكرت عيشي بعد صحبي وإخواني ولا تتركا نفسي تمت بسقامها لذكرى حبيب قد سقاني وغناني ترحلت عنه عن صدود وهجرة، فأقبل نحوي وهو باك فأبكاني وفارقته، والله يجمع شملنا، بلوعة محزون وغلة حران وليلة عين المرج زار خياله فهيج لي شوقا وجدد أحزاني فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا بألمح آماق وأنظر انسان لعلي أرى أبيات منبج رؤية تسكن من وجدي وتكشف أشجاني فقصر طرفي واستهل بعبرة، وفديت من لو كان يدري لفداني ومثله شوقي. إليه مقابلي، وناجاه عني. بالضمير وناجاني دير سمالو: في رقة الشماسية ببغداد مما يلي البردان، وينجز بين يديه نهر الخالص وهو نهر المهدي، ذكر البلاذري في كتاب الفتوح أن الرشيد غزا في سنة 163 أهل صمالو، فسألوا الأمان لعشرة أبيات فيهم القومس وأن لا يفرق بينهم، فأجابهم إلى ذلك، فأنزلوا بغداد على باب الشماسية فسموا موضعهم سمالو، غيروا الصاد بالسين، وبنوا هناك ديرا، وهو دير مشيد البناء كثير الرهبان وبين يديه أجمة قصب يرمي فيها الطير، قال أحمد بن عبيد الله البديهي يذكره:
هل لك في الرقة والدير، دير سمالو مسقط الطير وقال أيضا فيه:
الدير دير سمالو للهوى وطر، بكر فإن نجاح الحاجة البكر أما ترى الغيم ممدودا سرادقه على الرياض ودمع المزن ينتثر والدير في لبس شتى مناكبه، كأنما نشرت في أفقه الحبر تألفت حوله الغدران لامعة كما تألف في أفنائه الزهر أما ترى الهيكل المعمور في صور من الدمى بينها من إنسه صور
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»