معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥٢١
فيك دير العاقول ضيعت أيا مي بلهو وحث شرب وطرف ونداماي كل حر كريم حسن دله بشكل وظرف بعدما قد نعمت في دير قنى معهم قاصفين أحسن قصف بين ذين الديرين جنة دينا وصفها زائد على كل وصف وينسب إلى دير العاقول الذي بنواحي بغداد جماعة، منهم: أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران القطان الدير عاقولي، روى عن أبي اليمان الحمصي والفضل بن دكين ومسدد وغيرهم، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي و عبد الله البغوي وغيرهما، وكان ثقة، مات سنة 278. ودير العاقول: موضع بالمغرب، منه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خلف الدير عاقولي المغربي، روى الحديث بمكة، حدثني بذلك المحب أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال:
وجدته بخط الحافظ محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني وقد كتب على الحاشية بخطه: سئل الشيخ عن دير العاقول هذا فقال موضع بالمغرب، قال:
وقد ذكرته في كتابي هذا المتفق خطا وضبطا وذيلت به على ابن طاهر المقدسي بأكثر من هذا الشرح.
دير عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني، وسمي بقيلة لأنه خرج على قومه في حلتين خضراوين فقالوا: ما هذا إلا بقيلة، وكان أحد المعمرين، يقال إنه عمر ثلاثمائة وخمسين سنة: وهذا الدير بظاهر الحيرة بموضع يقال له الجرعة، وعبد المسيح هو الذي لقي خالد بن الوليد، رضي الله عنه، لما غزا الحيرة وقاتل الفرس فرموه من حصونهم الثلاثة حصون آل بقيلة بالخزف المدور، وكان يخرج قدام الخيل فتنفر منه فقال له ضرار بن الأزور:
هذا من كيدهم، فبعث خالد رجلا يستدعي رجلا منهم عاقلا، فجاءه عبد المسيح بن عمرو وجرى له معه ما هو مذكور مشهور، قال: وبقي عبد المسيح في ذلك الدير بعدما صالح المسلمين على مائة ألف حتى مات وخرب الدير بعد مدة فظهر فيه أزج معقود من حجارة فظنوه كنزا ففتحوه فإذا فيه سرير رخام عليه رجل ميت وعنده رأسه لوح فيه مكتوب: أنا عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة:
حلبت الدهر أشطره حياتي، ونلت من المنى فوق المزيد فكافحت الأمور وكافحتني، فلم أخضع لمعضلة كؤود وكدت أنال في الشرف الثريا، ولكن لا سبيل إلى الخلود دير عبدون: هو بسر من رأى إلى جنب المطيرة، وسمي بدير عبدون لان عبدون أخا صاعد بن مخلد كان كثير الالمام به والمقام فيه فنسب إليه، وكان عبدون نصرانيا وأسلم أخوه صاعد على يد الموفق واستوزره، وفي هذا الدير يقول ابن المعتز الشاعر:
سقى المطيرة ذات الظل والشجر ودير عبدون هطال من المطر يا طالما نبهتني للصبوح به في ظلمة الليل والعصفور لم يطر أصوات رهبان دير في صلاتهم سود المدارع نعارين في السحر
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»