معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٧
ذكره ونسبه إلى حلوان فظن أنه ليس في الدنيا موضع يقال له حلوان إلا التي في العراق، وفيما بلغني ثلاث وقد ذكرناها في موضعها، ومما يحقق كونه بمصر بعد أن ذكره الشابشتي في ديرة مصر قول كشاجم:
سلام على دير القصير وسفحه فجنات حلوان إلى النخلات منازل كانت لي بهن مآرب، وكن مواخيري ومنتزهاتي إذا جئتها كان الجياد مراكبي، ومنصرفي في السفن منحدرات ولحمان مما أمسكته كلابنا علينا ومما صيد بالشبكات وأين الصيد بالشبك والانحدار في السفن من حلوان إلى العراق؟ ولمحمد بن عاصم المصري فيه:
إن دير القصير هاج ادكاري لهو أيامنا الحسان القصار وزمانا مضى حميدا سريعا، وشبابا مثل الرداء المعار ولو أن الديار تشكو اشتياقا لشكت جفوتي وبعد مزاري ولكادت تسير نحوي لما قد كنت فيها سيرت من أشعاري وكأني إذ زرته بعد هجر لم يكن من منازلي ودياري إذ صعودي على الجياد إليه، وانحداري في المعتقات الجواري بصقور إلى الدماء صواد، وكلاب على الوحوش ضوار منزلا لست محصيا ما لقلبي ولنفسي فيه من الأوطار منزلا من علوه كسماء، والمصابيح حوله كالدراري وكأن الرهبان في الشعر الأسود سود الغربان في الأوكار كم شربنا على التصاوير فيه بصغار محثوثة وكبار صورة في مصور فيه ظلت فتنة للقلوب والابصار أطربتنا بغير شدو فأغنت عن سماع العيدان والمزمار لا وحسن العينين والشفة اللمياء منها وخدها الجلنار لا تخلفت عن مزاري دهرا هي منه ولو نأى بي مزاري وقال كشاجم فيه أيضا:
ويوم على دير القصير تجاوبت نواقيسه لما تداعت أساقفه جعلت ضحاه للطراد وظهره بمجلس لهو معلنات معازفه وأغيد معتم العذار بجمة أخالسه أثمارها وأخاطفه أما تريان الروض كيف بكى الحيا عليه فأضحت ضاحكات زخارفه تسربل موشي البرود وأعلمت حواشيه من نواره ومطارفه وناسب محمر الخدود بورده، وللصب منه منظر هو شاعفه
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»