* صفا العيش في بغداد واخضر عوده * وعيش سواها غير صاف ولا غض * * تنام بها عين الغريب ولا أبت * غريبا بأرض السلم يطمع في الغمض * * لقد منيت بالغض مني وبالقلي * وما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض * مرض ابن أبي دواد بالعالج أخبرني جرير قال: سمعت أبي يقول قال المأمون لأبي: ما اسم أبيك؟ قال: قلت هو اسمه أبو دواد بن جرير شاعر خطيب كان أحمد ابن أبي دواد يستخلف ابنه أبا الوليد على القضاء. ثم فلج أحمد بن أبي دواد فمكث أبو الوليد على القضاء سنة سبع وثلاثين ومائتين فأشخص المتوكل إليه يحيى بن أكثم إلى سر من رأى وولاه قضاء القضاة وعزل أبا الوليد وأخذت أمواله وأموال أبي دواد.
نكبة ابن أبي دواد وتغير حاله وكان الواثق فيما أخبرني الحرث بن أبي أسامة قبل ذاك تغير لابن أبي دواد وذلك في سنة ثلاثين ومائتين ووقف أصحابه للناس في المدن فصحح عليهم الناس الخيانة والفجور بكل بلد. وأطلق الواثق بعض من كان في السجون ممن حبس ابن أبي دواد ونادى مناد في أسواق بغداد في ستة أنفس من أصحابه أحدهم قرابة لابن أبي دواد من جاء بواحد منهم فله مائة ألف درهم وفي سنة سبع وثلاثين أخذ المتوكل كل أمواله. ورده وابنه إلى بغداد فدخل بغداد في شعبان ثم توفي بعد ذلك. شعر ليزيد المهلبي أنشدني أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي لنفسه تزود من معاشك للمعاد * وتقوى الله فأعلم خير زاد *