فأخبرني أبو العيناء قال: سمعت ابن أبي دواد يقول: خرجت مع المعتصم فما سرنا إلا منزلين حتى قال لي المعتصم: رأيت في ليلتي هذه كأني متعمم بالشمس وكأن القمر في حجري فقلت له: أمسك عليك ولا نسمعها منك فإنها مفسرة قال: فطردنا عن الخلافة والله يسوقها إلينا.
أخبرني أبو العيناء قال: سمعت ابن أبي دواد يقول: دخلت على المأمون وفي يده كأس من شراب في آخر أيامه فقال: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقلت: إماما عدل. قال: أنت تقول ذاك؟ قال: قلت: فأنت والله تقوله. إذا وفقك الله. قال: إنك عندي لحلال الدم. قال: قلت: والله إن لدمي أحرم عليك مما في يديك. قال: فقلت لابن أبي دواد: سبحان الله خليفة يجاوب هذه المجاوبة وهو سكران؟ قال: وكان وقت الظهر ولم يكن العصر أي كان أول شرابه.
المأمون بعثني بابن أبي دواد أخبرني أبو العيناء قال: حدثني أبو يعقوب بن سليمان بن أبي جعفر قال: دخل ابن أبي دواد على المأمون يوما فقال: ما أكلت يا أحمد؟ قال: أكلت خبزا ولبنا؟ قال: سبحان الله رجل مرطوب مشرب حمرة رقيق الجلدة يأكل اللبن؟ ترياق يا غلام! فأني به فأكثر له منه ثم قال لغلامه: اذهب به فأضجعه وألق عليه المطارف فإذا ارفض عرقا فأتني به.
ابن أبي دواد يوغر قلب المعتصم على الأفشين حدثني موسى بن جعفر أخو نفس الكاتب قال: كان أحمد ابن أبي دواد حين ولى المعتصم الخلافة عادي الأفشين وحرض عليه المعتصم وكان جسورا مقداما لا يبالي ما يصنع فلم يزل يخبر المعتصم.