أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
أبا دلف وجاء ابن أبي داود إلى المعتصم فقال: يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ليس الكذاب من أصلح بين الناس فقال خيرا ونما خيرا وقد أديت عنك رسالة أحييت بها أهل بيت من المسلمين وكففت بها أسياف خلق من العرب. بلغني أن الأفشين هم بقتل القاسم بن عيسى فأديت عنك إليه كذا وكذا فحقنت دم الرجل ونعشت عياله وكففت غضبان عجلان ومن تبعها أن تغضب له ويشق عليك منها ما تغتم به والرجل في يديك. فقال المعتصم: قد أحسنت. ووجه إلى القاسم بن عيسى فخلصه من يده وأطلقه.
فوجه الأفشين إلى ابن أبي داود: لا تأتني ولا تقربني! فقال للرسول: تؤدي عني كما أديت إلى؟ قال نعم فقال له: قل له ما آتيك تعززا من ذلة ولا تكثرا من قلة وإنما رفعتك دولة فإن جئتك فلها وإن قعدت فعنك.
وكان قتل المرزبان والغضب على الأفشين بسر من رأى سنة خمس وعشرين ومائتين في آخرها.
قال أبو العيناء ما رأيت رئيسا قط أنطق من ابن أبي دواد. قال المازني - حين قدم من البصرة - حدثني عن البصرة قال: عن أيها؟ قال: من فيضها إلى صحرائها.
المأمون يدفع للنجار عن ما تلف لهم وأخبرني عيسى بن أبي عباد الكاتب ثابت بن يحيى قال لما وقع الحريق في الكرخ قال ابن أبي داود للمعتصم: يا أمير المؤمنين هل لك في مكرمة لم يسبقك إليها خليفة ويعجز خليفة عن أن يقتدي بك؟ قال:
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»