زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد نعمته. فتبسم ثم قال لي - قولا كأنه يرفع صوته - قد ولى الحسن القضاء في زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه عاصم بن سليمان الأحول ولي قضاء المدائن أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثني ابن بشير بن مجالد قال: رأيت عاصم الأحول على قضاء المدائن فخرج عليه بزكان له أسود وله شعره وقمطره في يده حتى جلس على بري وأعنز له ترعى بين يديه فإن جاء إنسان يخاصم إليه نظر في حاجته وإلا فهو مقبل على أعنزه.
ر شاهد يملك طنبورا وقال الموصلي: كان عاصم الأحول حسن الخلق والمداراة فمر ذات يوم رجل من أبناء الدهاقين فعرض عليه الغداء فنزل فتغدى فلما أراد الخروج لمح في بيته طنبورا فمضت للفتى أيام ثم أتاه ليشهد بشهادة فقال جئت لأشهد قال: ما فعل طنبورك لأعلمن ما رأيتك ها هنا.
حماد بن دليل قاضي المدائن أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عبد الله بن عبد الكريم الحواري قال: كان حماد بن دليل أبو زيد قاضي المدائن أيام هارون فكتب إليه: أن توصي بنقص أبي يعقوب بن حميد التاجر فامتنع ثم عوود فامتنع فآذوه ببعض اللفظ فترك القضاء وهرب إلى مكة وحج هارون ومعه يحيى بن خالد فبينما هو يطوف بالبيت إذ نظر إلى أبي زيد يطوف فأخذ بعضده وقال هربت من أمر لو شئنا أن نقتله لقتلناه.