أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٩٦
بأن الأفشين على دين المجوسية وأنه كاتب المرزبان حتى عصني وأنه... وأنه... حتى أوغر قلب المعتصم على الأفشين وهم به بعد أخذ المرزبان فجمع بينه وبينه.
ضرب المرزبان حتى مات وأخبرني موسى بن جعفر - أخو نفس - قال: كنت حاضرا والمعتصم خلف سوق الأفشين وابن أبي داود والقواد حضور فأقيم المرزبان فضرب بالسياط بين يدي الأفشين قال: فرأيت المرزبان يصيح آب - يطلب الماء فلم يسق فسمعت المعتصم يقول: يا كفار يطلب رجل في هذه الحال الماء فلا يسقى! فسقوه الماء فلم يكن إلا ساعة حتى مات.
محاكمة الأفشين وقتله ونوظر الأفشين فقال المعتصم: هاتوا احتجوا عليه فقال ابن أبي داود: كاتب المرزبان يا أمير المؤمنين. فقال الأفشين: أنتم قلتم لي كاتبه وأطمعه فإنك ملك وهو ملك ففعلت. قال ابن أبي داود: هو يعبد الأصنام وهو أغلف وأخرج من خزائنه تماثيل. فقال الأفشين: هذه سماجات يلعب بها كما يلعب العجم قال: فأخرج ابن أبي داود حقة فيها سم من خزائنه ودعا برجل فاستحلفه أنه أمره أن يسم المعتصم. فحلف الرجل؛ فاستحل المعتصم دمه وقتله.
سبب العداء بين ابن أبي داود والأفشين قال وكان سبب العداوة بين ابن أبي داود وبين الأفشين: أن الأفشين أراد قتل أبي دلف - القاسم بن عيسى - فاستجار بابن أبي داود فجاء إلى الأفشين برسالة من المعتصم: يقول لك أمير المؤمنين قد بلغني أنك تريد أن تحدث على القاسم بن عبسي حادثة. ووالله لئن فعلت لأقتلنك. ولم يكن المعتصم أرسله ولا قال له شيئا. فرهب الأفشين أن يقتل
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»