أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٩٢
المؤذن وكان أبو حسان فهما قد عمل الكتب وكان عالما بأيام الناس وحدث وكتب الناس عنه علما كثيرا وكان كريما واسعا.
الاعتماد على الله حدثني أبو سهل الرازي القاضي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: جاءني رجل من أهل خراسان فأودعني بدرة دراهم فأخذتها مضمومة ثم سرقت بما فيها وكان قد عزم على الخروج إلى مكة ثم بدا له فعاد فطلبها مني فاعتمدت وقلت له: تعود غدا. ثم فزعت إلى الله ودعوته وركبت بغلتي في الغلس ولا أدري أين أتوجه؟ وعبرت الجسر وأخذت نحو المخرم - وما في نفسي أحد أقصده - فاستقبلني رجل راكب وقال لي: إليك بعثت. قلت ومن بعث بك؟ قال: دينار ابن عبد الله فأتيته وهو جالس فقال لي: ما حالك؟ قلت: وما ذاك؟ قال: ما نمت الليلة إلا أتاني آت فقال لي: أبو حسان! قال: فحدثته حديثي فدعا بعشرين ألف درهم فدفعهما إلي فرجعت فصليت في مسجدي الغداة وجاء الرجل فقضيته وأنفقت الباقي.
حدثني أبو مالك الإيادي قال: مات أبو حسان الزيادي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وله تسع وثمانون سنة وأشهر ومات هو وحسن ابن علي بن الجعد في وقت واحد.
أنشدني ابن أبي حكيم لنفسه:
* سر بالكرخ والمدينة قوم * مات في جمعة لهم قاضيان * * لهف نفسي على الزيادي منهم * ثم لهفي على فتى الفتيان * أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي استقضى أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة في سنة ثلاث وأربعين
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»