أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٩٤
فمكث محمد بن عبد الله بعد أن صرف نحو أربعين يوما ثم توفي ومكث عبد الله بن علي بعد وفاته نيفا وتسعين يوما ثم توفي في رجب سنة إحدى وثلاثمائة. وخلفه على الأعمال التي بقيت في يده ابن له يقال له الحسن بن عبد الله بن علي.
أخبار قضاء القضاة بسر من رأى وبغداد أول من ولى قضاء القضاة ببغداد أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ثم علي بن ظبيان ثم علي بن حرملة التيمي ثم يحيى بن أكثم وقد تقدم ذكرهم أولا.
ثم ولى أحمد بن أبي داود بن جرير الإيادي قضاء القضاة للمعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل. وكان يمتحن الناس في القرآن ويضرب ويقتل عليه وافسد الخلفاء في هذا الوقت في المذهب.
المأمون وابن أبي داود وكان أول سبب دخوله على المأمون ما حدثني به أبو العيناء محمد بن القاسم قال: جاء رسول المأمون إلى يحيى بن أكثم ومعه جلساؤه ومنهم ابن أبي دواد أن ائتني أنت ومن في مجلسك فقاموا إليه وقام ابن أبي دواد في طيلسان ونعل فاعترض في الكلام وخلي بقلب المأمون فقال من يكون الرجل؟ قال: رجل من إباد. قال: وما أخرك عن مجلسي والاتصال بي؟ قال: حبسه القدر وبلوغ الكتاب أجله. قال: لا اعلمن ما كان لي مجلس نظر لا تشهده فشق ذاك على يحيى بن أكثم فلما ولى المعتصم مصر قال المأمون ليحيى بن أكثم: انظر لأخي رجلا فطنا يسدده إذا سها ويؤنسه إذا خلى ويجمعه إذا ظهر. قال: لا أعرفه إلا واحدا أنت به ضنين قال: ومن هو؟ قال: ابن أبي داود قال: تفجعني به قال: تؤثر أخاك. فأذن له على نفس تنزع إليه.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»