أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٨٧
الحرث بن أبي أسامة عن محمد بن أبي سعد عن محمد بن عمر.
وبلغني عن مصعب الزبيري: أن رجلا جاء إليه وهو بالرقة مع هارون يستعديه على عيسى بن جعفر فكتب إليه ابن ظبيان:
أما بعد - أبقى الله الأمير وحفظه وأتم نعمته عليه - أتاني رجل فذكر أنه فلان بن فلان فإن له على الأمير خمسمائة ألف درهم. فإن رأى الأمير - أبقاه الله - أن يحضر مجلس الحكم أو يوكل وكيلا يناظر خصمه فعل ودفع الكتاب إلى الرجل فأتى باب عيسى فأوصل الكتاب فرجع إلى القاضي فأخبره فكتب إليه: أبقاك الله وحفظك وأمتع بك حضر رجل يقال له فلان بن فلان ذكر أن له عليك حقا فصر معه إلى مجلس الحكم أو وكيلك إن شاء الله.
ووجه بالكتاب مع عونين من أعوانه فحضر باب عيسى ودفعا الكتاب إليه فغضب ورمى به فأحضر القاضي فكتب إليه: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك - لا بد من أن تصير أنت وخصمك إلى مجلس الحكم فإن أبيت أنهيت أمرك إلا أمير المؤمنين إن شاء الله.
ووجه الكتاب مع رجلين من أصحابه فدفعا الكتاب إلى عيسى فلم يقرأه ورمى به فأبلغاه فختم القمطر وقعد في بيته فبلغ الرشيد الخبر فدعاه فسأله فأخبره فقال لإبراهيم بن عثمان صر إلى باب عيسى فاختم أبوابه كلها ولا تخرجن أحدا منها. ولا يدخل حتى يخرج إلى الرجل من حقه أو يصير إلى الحاكم. فأحاط إبراهيم بداره خمسين فارسا وغلقت أبوابه فظن عيسى أن الرشيد يريد قتله وما يدري ما سبب ذلك. وارتفع صراخ النساء فأخبره بخبر ابن ظبيان فأحضر خمسمائة ألف من ساعته
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»