الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٦ - الصفحة ٣٨٦
أمير المؤمنين (ع) إلى الحجة، وفي أحوال الإمام الصادق (ع) الذي كان مبدء التصوف الاسلامي في عصره تعرض لبيان أحوال الصوفية وأقوالهم فرقة فرقة، والرد والتشنيع عليهم مفصلا، وقد استخرج هذا الباب بعض معاصري الأردبيلي في حياته وجعله رسالة مستقلة، ذكر خصوصياتها شيخنا في " خاتمة المستدرك ص 395 " وقد لخص " حديقة الشيعة " السيد جلال الدين، وذكرناه في (ج 4 ص 422) بعنوان " التلخيص ".
(2409: حديقة الشيعة) المحرفة 1 المسقط منها بعض ما في الحديقة الذي ذكرناه

(١) فهنا مسألتان، الأولى: من هو مؤلف " حديقة الشيعة " المطبوعة مكررا؟. والثانية هل ان الرسالة في رد الصوفية جزء من الحديقة أم ملحقة بها؟.
والجواب عن الأولى ان الشيخ الحر المتوفى (١١٠٤) وصاحب " اللؤلؤة " المتوفى (١١٨٦) ينسبانه إلى المحقق الأردبيلي فيكون تأليفه قبل (٩٠٣) الذي توفى فيها الأردبيلي ولكن المير معصوم على المتوفى (١٣٤٤) نقل في " طرائق الحقائق " عن المحقق السبزواري المتوفى (١٠٩٠) نفيه عنه ونسبته إلى المولى معز الدين الأردستاني، ونقل أيضا من المولى محمود الخراساني أن الحديقة ألفت في الهند ثم ألحقت بها رد الصوفية ونسبت إلى المولى الأردبيلي فيكون تأليفه في (١٠٥٨) وقد نقل عن المجلسي أيضا نفيه عن الأردبيلي.
فنقول (أولا) انا نرى النافين له عن الأردبيلي أقرب إلى زمان التأليف من المثبتين له (وثانيا) انا لم نجد نسخة من الحديقة يكون تأريخها قبل (١٠٥٨) ولم نجد نسخة منها منسوبة إلى المولى الأردبيلي قبل (١٠٧٨) أي عشرين سنة بعد التأليف الثاني (وثالثا) انا نعلم أن نهضة الفقهاء ضد التصوف انما اتسعت نطاقها في النصف الثاني من القرن الحادي عشر وما بعدها حتى دعى العلامة المجلسي إلى تبرئة والده عن التصوف كما أشير إليه في (ج ٤ - ص ٤٩٧) وأما قبل ذلك التأريخ فقد كانت التصوف هي طريقة رجال البلاط ومذهب الحكومة وما كان لاحد حق الاعتراض عليها.
واما الجواب عن الثانية: أن هذه الرسالة ملحقة بالكتاب قطعا، لان الكتاب اما أن يكون لمعز الدين الأردستاني كما يدعيه هو، وهو منكر لكون الرسالة جزء من كتابه كما في " الطرائق " واما أن يكون للمحقق الأردبيلي القائل بوحدة الوجود في حاشيته على شرح التجريد المذكورة في (ج 6 - ص 113) والقائل بوحدة الوجود لا يعترض على الصوفية بمثل هذه الاعتراضات.
فيمكننا ان نستنتج مما مضى ان المهوسين ضد التصوف وضد المجلسيين الذين أبدعوا سبع عشرة رسالة في ذم أبى مسلم كما ذكر في (ج 4 ص 150) وألفوا كتاب " توضيح المشربين " على تفصيل ذكر في (ج 4 ص 495) هم الذين كتبوا رسالة مستقلة في رد الصوفية رآها العلامة النوري كما في " خاتمة المستدرك ص 394 " ثم أدرجوها في كتاب " حديقة الشيعة " تأليف الأردستاني، وغيروا مواضع من الكتاب ونسبوها إلى المولى المقدس الأردبيلي للاستفادة من مكانته في قلوب الجماهير من الناس، والا فبعيد جدا عن مثل المحقق أن يؤلف كتابا فيها مسائل كمسألة جزيرة الخضراء مع ذلك الاشتباه العظيم في سندها بما يضحك الثكلى كما ذكر في (ج 5 ص 105 - 108 " المصحح "
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»