قصيدة البردة الموسومة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية [1] الشهيرة بالبردة الميمية للشيخ شرف الدين أبى عبد الله محمد بن سعيد الدولاصي ثم البوصيري المتوفى سنة 694 أربع وتسعين وستمائة. لما أراد براعة المطلع جرد من نفسه شخصا مزج دمعه بدمه فسأله عن علة ذلك فقال مخاطبا له:
امن تذكر جيران بذى سلم * * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم وهى مائة بيت واثنان وستون بيتا منها اثنا عشر في المطلع وستة عشر في ذكر النفس وهواها وثلاثون في مدائح الرسول عليه الصلاة والسلام وتسعة عشر في مولده وعشرة في يمن دعائه (في من دعا به) وسبعة عشر في مدح القرآن وثلاثة عشر في ذكر معراجه واثنان وعشرون في جهاده وأربعة عشر في الاستغفار وتسعة في المناجاة. روى أنه أنشأها حين اصابه فالج فاستشفع بها إلى الله سبحانه وتعالى ولما نام رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في منامه فمسح بيده المباركة فعوفي وخرج من بيته أول النهار فلقيه بعض الفقراء فقال له يا سيدي أريد ان تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي قصيدة تريد فقال التي أولها امن تذكر جيران الخ فأعطاها له وجرى ذكرها في الناس. ولما بلغت الصاحب بهاء الدين وزير الملك الظاهر استنسخها ونذر ان لا يسمعها الا حافيا واقفا مكشوف الرأس وكان يتبرك بها هو وأهل بيته ورأوا من بركاتها أمورا عظيمة في دينهم ودنياهم.
وسبب شهرتها بالبردة انه أصاب سعد الدين الفارقي رمد عظيم أشرف منه على العمى فرأى في منامه قائلا يقول امض إلى الصاحب بهاء الدين وخذ منه البردة واجعلها على عينيك تفق انشاء الله تعالى فنهض من ساعته وجاء إليه وقال له ما رأى في نومه فقال الصاحب ما عندي شئ يقاله البردة وانما عندي مديح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنشأها البوصيري فنحن نستشفي بها