من مؤلفه تسعون الف رجل فما بقى أحد يرويه عنه غيري. قال ابن حجر اطلق ذلك بناء على ما في علمه وقد تأخر بعده بتسع سنين أبو طلحة منصور بن محمد بن علي بن قرينة البزدوي المتوفى سنة 329 تسع وعشرين وثلثمائة وهو آخر من حدث عنه بصحيحه كما جزم به ابن ماكولا وغيره. وقد عاش بعده ممن سمع من البخاري القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد في آخر قدمة قدمها البخاري وقد غلط من روى صحيح البخاري من طريق المحاملي المذكور غلطا فاحشا. ومنهم إبراهيم بن معقل النسفي الحافظ وفاته منه قطعة من آخره رواها بالإجازة وتوفى سنة 240 أربعين ومائتين [1] وكذلك حماد بن شاكر النسوي المتوفى في حدود سنة 290 تسعين ومائتين وفى روايته طريق المستملى والسرخسي وأبى علي بن السكن والكشميهني وأبى زيد المروزي وأبى علي بن شبوية وأبى احمد الجرجاني والكشاني وهو آخر من حديث عن الفربري.
واما الشروح فقد اعتنى الأئمة بشرح الجامع الصحيح قديما وحديثا فصنفوا له شروحا منها شرح الامام أبى سليمان حمد بن محمد (ابن إبراهيم بن خطاب البستي [1]) الخطابي المتوفى سنة (338) ثمان وثمانين وثلثمائة وهو شرح لطيف فيه نكت لطيفة ولطائف شريفة وسماه اعلام السنن أوله الحمد لله المنعم الخ ذكر فيه انه لما فرغ عن تأليف معالم السنن ببلخ سأله أهلها ان يصنف شرحا فأجاب وهو في مجلد. واعتنى الإمام محمد التميمي [التيمي] بشرح ما لم يذكره الخطابي مع التنبيه على أوهامه. وكذا أبو جعفر أحمد بن سعيد الداودي وهو ممن ينقل عنه ابن التين. وشرح المهلب بن أبي صفرة الأزدي " المتوفى سنة 435 " وهو ممن اختصر الصحيح ومختصر شرح المهلب لتلميذه أبى عبيد الله محمد بن خلف ابن المرابط " الأندلسي الصدفي المتوفى سنة 485 " وزاد عليه فوائد.
ولابن عبد البر الأجوبة " المرعبة. مر في الألف " على المسائل المستغربة من البخاري سئل عنها المهلب. وكذا لأبي محمد ابن حزم عدة أجوبة