كل من تراجم الرواة بالكلام وبيان [1] الأنساب واللغات والاعراب والمعاني والبيان واستنباط الفوائد [الفرائد] من الحديث والأسئلة والأجوبة. وحكى ان بعض الفضلاء ذكر لابن حجر ترجيح شرح العيني بما اشتمل عليه من البديع وغيره فقال بديهة هذا شئ نقله من شرح لركن الدين وقد كنت وقفت عليه قبله ولكن تركت النقل منه لكونه لم يتم انما كتب منه قطعة وخشيت من تعبي بعد فراغها في الارسال [في الاسترسال] ولذا لم يتكلم العيني بعد تلك القطعة بشئ من ذلك انتهى وبالجملة فان شرحه حافل كامل في معناه لكن لم ينتشر كانتشار فتح الباري في حياة مؤلفه وهلم جرا. ومنها شرح الشيخ ركن الدين أحمد بن محمد (بن عبد المؤمن) القريمي المتوفى سنة 783 ثلاث وثمانين وسبعمائة وهو الذي ذكره ابن حجر في الجواب عن تفضيل شرح العيني آنفا. وشرح الشيخ بدر الدين محمد بن (بهادر بن) عبد الله الزركشي الشافعي المتوفى سنة 794 أربع وتسعين وسبعمائة وهو شرح مختصر في مجلد أوله الحمد لله - على - ما عم بالانعام الخ قصد فيه ايضاح غريبه واعراب غامضه وضبط نسب أو اسم يخشى فيه التصحيف منتخبا من الأقوال أصحها ومن المعاني أوضحها مع ايجاز العبارة والرمز بالإشارة والحاق فوائد يكاد يستغنى به اللبيب عن الشروح لان أكثر الحديث ظاهر لا يحتاج إلى بيان كذا قال وسماه التنقيح. وعليه نكت للحافظ ابن حجر المذكور وهى تعليقة بالقول ولم تكمل. وللقاضي محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي (الحنبلي المتوفى سنة 844 أربع وأربعين وثمانمائة) نكت أيضا على تنقيح الزركشي. ومنها شرح العلامة بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني المتوفى سنة 828 ثمان وعشرين وثمانمائة وسماه مصابيح الجامع أوله الحمد لله الذي جعل في خدمة السنة النبوية أعظم سيادة الخ ذكر انه الفه للسلطان احمد شاه بن محمد بن مظفر من ملوك الهند وعلقه على أبواب منه ومواضع تحتوى على غريب واعراب وتنبيه (قلت لم يذكر الدماميني في ديباجة شرحه هذا الذي نقله المؤلف لكن قال في آخر نسخة قديمة كان انتهاء هذا التأليف بزبيد من بلاد اليمن قبل ظهر يوم الثلاثاء العاشر من شهر ربيع الأول سنة 828 ثمان وعشرين وثمانمائة على يد مؤلفه محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر المخزومي الدماميني انتهى). وشرح الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 إحدى عشرة وتسعمائة وهو تعليق لطيف قريب من تنقيح الزركشي سماه التوشيح على الجامع الصحيح
(٥٤٩)