لسان الميزان - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٢٩٦
الحديث حسن الكلام فيه فصيح العبارة تام المعرفة بالنحو واللغة * وله كتب نفيسة وكان ظاهري المذهب كثير الوقيعة في الأئمة وفي السلف من العلماء خبيث اللسان أحمق شديد الكبر قليل النظر في أمور الدين متهاونا * وحدثني علي بن الحسن أبو العلاء الأصبهاني وناهيك به جلالة ونبلا قال لما قدم ابن دحية علينا أصبهان نزل على أبي في الخانكاه فكان يكرمه ويبجله فدخل على والدي يوما ومعه سجادة فقبلها ووضعها بين يديه وقال صليت على هذه السجادة كذا كذا الف ركعة وختمت القرآن في جوف الكعبة مرات قال فاخذها والدي وقبلها ووضعها على رأسه وقبلها منه مبتهجا بها فلما كان آخر النهار حضر عندنا رجل من أهل أصبهان فتحدث عندنا إلى أن اتفق ان قال كان الفقيه المغربي الذي عندكم اليوم في السوق اشترى سجادة حسنة بكذا وكذا فامر والدي باحضار السجادة فقال الرجل اي والله هذه فسكت والدي وسقط ابن دحية من عينه وأرخ وفاته في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وست مائة * ومن تركيبات ابن دحية انه حدث بصحيح مسلم بسماعه له زعم من القاضي أبي عبد الله بن زرقون أخبرنا به أحمد بن محمد الخولاني انا الحافظ أبو ذر الهروي أخبرنا أبو بكر الجوزقي انا حامد بن الشرقي انا مسلم وهذا اسناد مركب ولم يسمع أبو ذر من الجوزقي في صحيح مسلم على الوجه وانما سمع منه أحاديث من حديث مسلم كان الجوزقي يرويها عن ابن الشرقي وعن مكي بن عبد ان عن مسلم نعم للجوزقي من مكي اجازة عن مسلم وهذا الاسناد خفى على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم اطلاق أخبرنا في الإجازة ولا ريب في صحة اجازة كل من ذكر في هذا الاسناد عمن رواه عنه والله أعلم * وقد ذكره أبو حيان فقال من خطه نقلت اشتهر بهذه البلاد في أفواه شبان المحدثين انه تكلم فيه ولا يبعد
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»