ببني الجميل وقد كان أخوه أبو عمر وعثمان يلقب بالجميل ابن الجميل وكان أبو الخطاب علامة نزل مصر في ظل ملكها إلى أن مات وقد كان ولي قضاء دانية فأتى بزامر فامر بثقب شدقه وتشويه حلقه واخذ مملوكا له فجبه واستأصل أنثييه وزبه (1) فرفع ذلك إلى المنصور ملك الوقت وجاءه النذير فاختفى وخرج خائفا يترقب فعرج نحو إفريقية وشرق ثم لم يعد وكان قبل قد قدم تاجرا * وسمع من محمد بن عبد الرحمن الحضرمي ومن الخشوعي ولما عاد إلى الأندلس حدث بمقامات الحريري عن ابن الجوزي عن المؤلف وليس ذا بصحيح وسمع بالأندلس من ابن خير (2) وابن بشكوال والسهيلي وجماعة * ثم رأيت بخطه انه سمع بين الستين إلى السبعين وخمس مائة من جماعة كأبي بكر ابن خير واللواتي وأبى الحسن بن حسين وليس ينكر عليه * قلت * بل ينكر عليه كما قدمنا * قال وله تواليف تشهد باطلاعه * قلت * وفي تواليفه أشياء تنقم عليه من تصحيح وتضعيف * ومولده سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة أو بعد ذلك * وقال ابن نفطة كان موصوفا بالمعرفة والفضل الا انه كان يدعى أشياء لا حقيقة لها * وذكر لي ثقة وهو أبو القاسم بن عبد السلام قال أقام عندنا ابن دحية فكان يقول احفظ صحيح مسلم والترمذي قال فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات فجعلتها في جزء فعرضت حديثا من الترمذي عليه فقال ليس بصحيح وآخر فقال لا أعرف ه ولم يعرف منها شيئا * مات أبو الخطاب في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وست مائة انتهى * وقد تقدمت الإشارة إلى أن الكامل عزله بسبب اختلاطه في ترجمة
(٢٩٤)