فكيف لقيه وسمع منه وكذلك ابن حنين فإنه خرج عن الأندلس ولم يعد بل سكن مدينة فاس ومات بها سنة ست وتسعين وخمس مائة ه - فبالجهد ان يكون ابن دحية روى الموطأ عن هذين بالإجازة فالله اعلم أو استباح ذلك على رأى من يسوغ قول حدثني هكذا ويكون اجازة لكنه قد صرح بالسماع فيما أرى وقال قاضي حماة ابن واصل كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير له متهما بالمجازفة في النقل * وبلغ ذلك الملك الكامل فأمره ان يعلق شيئا على كتاب الشهاب فعلق كتابا تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده فلما وقف الكامل على ذلك قال له بعد أيام قد ضاع شئ من ذلك الكتاب فعلق لي مثله ففعل فجاء في الكتاب الثاني مناقضة للأول فعرف السلطان صحة ما قيل عنه وعزله من دار الحديث الكاملية آخرا ثم ولى أخاه أبا عمر وعثمان * قلت * وقيل انما عزله لأنه حصل له تغير ومبادي اختلاط وله عدة كنى أبو الفضل - أبو حفص - أبو على الداني الكلبي وكان يحمق يتكبر ويكنى نفسه ويكتب ذو النسبتين بين دحية والحسين فلو صدق في دعواه لكان ذلك رعونة كيف وهو متهم بانتسابه إلى دحية الكلبي الجميل صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وانما جرأه على ذلك لأنه كلبي نسبة إلى موضع من ساحل دانية ويقال الكلبي بين الفاء والباء ولهذا كان يكتب أولا الكلبي معا * واما انتسابه إلى الحسين عليه السلام فهو انه من قبل جده لامه فان جده عليا هو الملقب بالجميل تصغيرا للجمل بالعبارة المغربية وكان طويلا أعنق فوالدة الجميل هي ابنة الشريف أبى البسام العلوي الحسيني الكوفي ثم الأندلسي وكان والده الحسن بن علي تاجرا من أهل دانية قرأ القرآن على جده لامه الشيخ عتيق بن محمد * قال ابن مسدي رأيت الحذاق من علماء المغرب لا يزيدون على ذكر جدهم فرج الا التعريف
(٢٩٣)