سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٠٨
والشلوبين في لغة الأندلسيين: هو الأبيض الأشقر.
مولده في سنة اثنتين وستين وخمس مئة بإشبيلية.
سمع من أبي بكر ابن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد ابن بونه، وأبي زيد السهيلي، وعبد المنعم بن الفرس، وطائفة.
وله إجازة خاصة من أبي طاهر السلفي، وأبي بكر ين خير، وأبي القاسم بن حبيش.
اختص بابن الجد، وربي في حجره، لان أباه كان خادما لابن الجد، وله سماع كثير. وأخذ النحو عن ابن مالكون، وأبي الحسن نجبة.
وكان إماما في العربية لا يشق غباره ولا يجارى. تصدر لاقرائها ستين سنة، ثم في أواخر عمره ترك الأقراء لاطباق الفتن واستيلاء العدو.
وله تصانيف مفيدة، وعمل لنفسه " مشيخة " نص فيها على اتساع مسموعاته، فقال الأبار: سمعت من ينكر ذلك ويدفعه - يعنى الاتساع - وكان أنيق الكتابة، أخذ عنه عالم لا يحصون.
قال ابن خلكان (1): قد رأيت جماعة من أصحابه، وكل منهم يقول: ما يتقاصر أبو علي شيخنا عن الشيخ أبي علي الفارسي، وقالوا: كان فيه مع فضيلته غفلة وصورة بله حتى قالوا: كان إلى جانب نهر، وبيده كراس، فوقع في الماء فاغترفه بكراس آخر فتلفا.
وله على " الجزولية " شرحان. عاش ثلاثا وثمانين سنة.
توفي في صفر سنة خمس وأربعين وست مئة.

(1) وفيات الأعيان (طبعة احسان عباس) 3 / 451 - 452.
(٢٠٨)
مفاتيح البحث: الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»