وسقاه خمرا، وقيل: أكرمه هولاوو (1) مدة، فلما جاءه قتل كتبغا انزعج وأخرج غيظه في الناصر وأخيه، فيقال: قتل بالسيف بتبريز رماه بسهم، وضربت عنق أخيه وجماعة ممن معه في أواخر سنة ثمان وخمسين وست مئة، وعاش إحدى وثلاثين سنة رحمه الله. وقيل: إنه ما سلم نفسه إلى التتار حتى بلغت عنده الشربة مئة دينار (2).
ذكر قطب الدين (3): إن هولاكو لما سمع بهزيمة عين جالوت غضب وتنكر للناصر، ولما بلغه وقعة حمص انزعج، وقتله، وقيل: خصه بعذاب دون رفاقه، وله شعر جيد.
قال ابن واصل: عمل عزاؤه بدمشق في جمادى الأولى سنة تسع، قال: وصورة ذلك ما تواتر أن هولاكو لما بلغه كسرة جيشه بعين جالوت وحمص، أحضر الناصر وأخاه وقال للترجمان: قل أنت زعمت البلاد ما فيها أحد وهم في طاعتك حتى غررت بي، فقال الناصر: هم في طاعتي لو كنت هناك، وما كان يشهر أحد سيفا، أما من هو بتوريز كيف يحكم على الشام؟
فرماه هولاكو بسهم أصابه (4)، فاستغاث، فقال أخوه: اسكت ولا تطلب من هذا الكلب عفوا، فقد حضرت، ثم رماه بسهم آخر أتلفه، وضربت عنق الظاهر وأتباعهما.
وفيها قتل السلطان قطز بعد المصاف مئة [و] صاحب (5)