سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢١٢
128 - ابن العز * شيخ الحنابلة تقي الدين أبو العباس أحمد ابن المحدث عز الدين محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي.
ولد سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.
وسمع من الخشوعي وعدة، وبأصبهان من أسعد بن روح، وعفيفة، وخلق، ولزم جده لامه الشيخ موفق الدين حتى برع وحفظ " الكافي " له، وتفقه ببغداد على الفخر غلام ابن المني، ودرس وأفتى، وتخرج به الفقهاء.
روى عنه العز ابن العماد، والشمس ابن الواسطي، والقاضي تقي الدين ومحمد بن مشرق.
وكان دينا مؤثرا فصيحا مهيبا، مليح الشكل، وافر الحرمة عند الدولة، أمر زمن الخوارزمية بتدريب الطرق في الصالحية، وتحصيل العدد والرجال، وبالاحتراز، ولما قربت الخوارزمية من الميطوربرز بالرجال إليهم، فجاء رسولهم يبشر بالأمان، وأنهم لا يمرون بهم إلا بأمر الشيخ، ولما رأوا الشيخ، نزل الخانات عن خيلهم وربحوا بالشيخ، وقبلوا يده، ومروا بصفح الجبل إلى العقبة، ثم إلى المزة، ولم يؤذوا، لكن حسن غلام ابن المعتمد قاتلهم فقتلوه.
ثم مات الشيخ في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين (1).

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: ٨ / ٧٧٠، ذيل الروضتين لأبي شامة: ١٧٦ صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة ٢٧، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا ٣٠١٣) ج ٢٠ الورقة ٢٥، العبر للذهبي: ٥ / ١٧٤ - ١٧٥ الوافي بالوفيات: ٨ / 55 الترجمة 3467، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 232 - 233 الترجمة 339، النجوم الزاهرة 6 / 354 - 355، شذرات الذهب: 5 / 217.
(1) ذكر الشريف الحسيني أنه توفي في الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول، وذكر ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة انه توفي في الثامن عشر من ربيع الآخر، وقد ذكر الحافظ الذهبي في تاريخ الاسلام أنه توفي في الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر، وذكر هنا ما ذكره في العبر ونقلها عنه ابن تغري بردئ في النجوم الزاهرة.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»