سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٣٧
الصباغ، وأبي بكر أحمد بن محمد الارجاني الشاعر، وأبي منصور ابن الجواليقي، وأخذ عنه العربية.
ولي نظر واسط، وولي حجابة الحجاب، ثم الأستاذ دارية، ثم نقل إلى كتابة السر.
روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما.
وكان دينا صينا، حميد السيرة، وهو القائل:
لا تغبطن وزيرا للملوك وإن * أناله الدهر منهم فوق همته واعلم بأن له يوما تمور به ال‍ * أرض الوقور كما مارت بهيبته (1) هارون وهو أخو موسى الشقيق له * لولا الوزارة لم يأخذ بلحيته أنبأونا عن ابن الدبيثي، أنشدنا أبو طالب بن زبادة، أنشدني القاضي الارجاني لنفسه:
ومقسومة العينين من دهش النوى * وقد راعها بالعيس رجع حداء تجيب بإحدى مقلتيها تحيتي * وأخرى تراعي أعين الرقباء ولما (2) بكت عيني غداة رحيلهم (3) وقد روعتني فرقة القرناء بدت في محياها خيالات أدمعي * فغاروا وظنوا أن بكت لبكائي توفي ابن زبادة في سابع عشر ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة، وله اثنتان وسبعون سنة وأشهر (4).

(1) ابن خلكان: لهيبته.
(2) ابن خلكان: (فلما) وهو قد نقل عن ابن الدبيثي أيضا. وذكر قبل هذا البيت:
رأت حولها الواشين طافوا فغيضت * لهم دمعها واستعصمت بحياء (3) ابن خلكان: وداعهم.
(4) ذكر ابن الدبيثي والمنذري وغيرهما أنه ولد في الخامس والعشرين من صفر سنة 522، هكذا أجاب ابن زبادة عندما سأله ابن الدبيثي.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»