سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٢٦
عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر، الأيادي، الإشبيلي.
أخذ الطب عن جده أبي العلاء، وعن أبيه، وبلغ الغاية والحظ الوافر من اللغة والآداب والشعر وعلو المرتبة في العلاج عند الدولة، مع السخاء والجود والحشمة.
أخذ عنه: ابن دحية، وأبو علي الشلوبين.
قال الأبار (1): كان أبو بكر بن الجد يزكيه، ويحكي عنه أنه يحفظ (صحيح) البخاري متنا وإسنادا. مات بمراكش في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمس مئة، وولد سنة سبع وخمس مئة.
قال ابن دحية (2): مكانه مكين في اللغة، ومورده معين في الطب، كان يحفظ شعر ذي الرمة وهو ثلث اللغة، مع الاشراف على جميع أقوال أهل الطب، مع سمو النسب، وكثرة النشب، صحبته زمانا، وله أشعار حلوة، وقد رحل أبو جده إلى المشرق، وولي رياسة الطب ببغداد، ثم بمصر، ثم بالقيروان، ثم نزل دانية، وطار ذكره.
قلت: كان أبو بكر هذا يقال له: الحفيد، كما يقال لصديقه ابن رشد: الحفيد، وكان في رتبة الوزراء، وقيل: كان دينا عدلا، قوي

(1) (التكملة): 2 / 555 - 556.
(2) (المطرب من أشعار أهل المغرب): 206 (القاهرة: 1954).
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»