بضاعة، أين قس من فصاحته، وقيس (1) في حصافته، ومن حاتم وعمرو في سماحته وحماسته (2)، لا من في فعله، ولا مين في قوله، ذو الوفاء والمروءة والصفاء والفتوة، وهو من الأولياء الذين خصوا بالكرامة، لا يفتر مع ما يتولاه من نوافل صلاته ونوافل صلاته، يتلو كل يوم. إلى أن قال: وأنا أوثر أن أفرد لنظمه ونثره كتابا.
قيل: كان القاضي أحدب، فحدثني شيخنا أبو إسحاق الفاضلي (3) أن القاضي الفاضل ذهب في الرسلية إلى صاحب الموصل، فأحضرت فواكه، فقال بعض الكبار منكتا: خياركم أحدب، يوري بذلك، فقال الفاضل: خسنا خير من خياركم.
قال الحافظ المنذري (4): ركن إليه السلطان ركونا تاما، وتقدم عنده كثيرا، وكان كثير البر، وله آثار جميلة. توفي ليلة سابع ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة.