سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٤١
وبعز سيدنا وسيد غيرنا (1) * ذلت من الأيام شمس صعابها وأتت سعادته إلى أبوابه * لا كالذي يسعى إلى أبوابها فلتفخر الدنيا بسائس ملكها * منه ودارس علمها وكتابها صوامها قوامها علامها * عمالها بذالها وهابها وبلغنا أن كتبه التي ملكها بلغت مئة ألف مجلد، وكان يحصلها من سائر البلاد (2).
حكى القاضي ضياء الدين ابن الشهرزوري أن القاضي الفاضل لما سمع أن العادل أخذ مصر، دعا بالموت خشية أن يستدعيه وزيره ابن شكر، أو يهينه، فأصبح ميتا، وكان ذا تهجد ومعاملة.
وللعماد في (الخريدة) (3): وقبل شروعي في أعيان مصر أقدم [ذكر] (4) من جميع أفاضل العصر (5) كالقطرة في بحره (6) المولى القاضي الفاضل. إلى أن قال: فهو كالشريعة المحمدية نسخت الشرائع، يخترع الأفكار، ويفترع الابكار (7)، هو ضابط الملك بآرائه ورابط السلك بآلائه، إن شاء، أنشأ في يوم (8) ما لو دون، لكان لأهل الصناعة خير

(١) في الديوان: وسيد غزنا، وأشار محققه في هامشه إلى أن بعض النسخ المخطوطة ورد فيها كما ورد هنا.
(٢) وهذا النص لم يرد في المطبوع من (وفيات الأعيان) أيضا، وراجع ما ذكرناه في الهامش السابق. ونعتقد أن حكاية القاضي ضياء الدين ابن الشهرزوري التي ستأتي بعد هذه الفقرة منقولة من (الوفيات) أيضا.
(3) القسم المصري 1 / 35 فما بعد.
(4) الزيادة من (الخريدة) 1 / 35.
(5) في (الخريدة): أفاضل الدهر، وأماثل العصر.
(6) في (الخريدة): في تيار بحره، بل كالذرة في أنوار فجره، وهو المولى الاجل...
(7) في (الخريدة): ويفترح الابكار، ويطلع الأنوار، ويبدع الأزهار، وهو ضابط...
(8) في (الخريدة): في يوم واحد، بل في ساعة واحدة ما لو دون..
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»