سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٤٨
وكان فريد عصره نظما ونثرا، وقد رأيته في مجلس ابن شكر مزحوما في أخريات الناس.
وقال زكي الدين المنذري (1): كان العماد جامعا للفضائل: الفقه، والأدب، والشعر الجيد، وله اليد البيضاء في النثر والنظم. صنف تصانيف مفيدة، وللسلطان الملك الناصر معه من الاغضاء والتجاوز والبسط وحسن الخلق ما يتعجب من وقوع مثله. توفي في أول رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقابر الصوفية رحمه الله.
أنبأني محفوظ ابن البزوري في (تاريخه)، قال: العماد إمام البلغاء، شمس الشعراء، وقطب رحى (2) الفضلاء، أشرقت أشعة فضائله وأنارت، وأنجدت الركبان بأخباره وأغارت، هو في الفصاحة قس دهره، وفي البلاغة سحبان عصره، فاق الأنام طرا، نظما ونثرا.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه، عن محمد بن محمد الكاتب، أخبرنا علي بن عبد السيد، أخبرنا أبو محمد الصريفيني، أخبرنا ابن حبابة، حدثنا البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن أبي ذبيان هو خليفة بن كعب قال: سمعت ابن الزبير يقول: لا تلبسوا نساءكم [الحرير] (3)، فإني سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من لبسه في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة) (4).

(1) (التكملة)، الترجمة: 605.
(2) في الأصل: (رجا).
(3) سقطت من الأصل، واستدركت من مصادر التخريج، ومذهب ابن الزبير هذا قد انفرد به ولم يتابعه عليه أحد، والاجماع على خلافه لثبوت النص في إباحته للنساء انظر (الفتح) 10 / 249 وما بعدها (ش).
(4) قال شعيب: إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2069) (11) في اللباس من طريق ابن أبي شيبة عن عبيد بن سعيد، عن شعبة، وأخرجه النسائي 8 / 200 في الزينة من طريق محمود ابن غيلان، عن النضر بن شميل، عن شعبة.. وأخرجه البخاري 10 / 243 في اللباس: باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه، من طريق علي بن الجعد، عن شعبة عن أبي ذبيان خليفة بن كعب، قال: سمعت ابن الزبير يقول: سمعت عمر يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة).
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»