سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٨٥
أحمد الدومي، والقاضي محمد بن عمر الأرموي، وهو آخر من حدث عنه يعني بالسماع (1) -.
وروى عنه بالإجازة طائفة عددت في " تاريخ الاسلام "، آخرهم مسعود بن الحسن الثقفي، ثم ظهرت إجازته له ضعيفة مطعونا فيها، فليعلم ذلك.
وكتابة الخطيب مليحة مفسرة، كاملة الضبط، بها أجزاء بدمشق رأيتها. وقرأت بخطه: أخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا ابن المظفر، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثنا جعفر بن نوح، حدثنا محمد بن عيسى، سمعت يزيد بن هارون يقول: ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه.
قال أبو منصور علي بن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام كانت له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عقب، فكتب إلى القائم بأمر الله: إن مالي يصير إلى بيت مال، فائذن لي حتى أفرقه فيمن شئت. فأذن له، ففرقها على المحدثين (2).
قال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أبي حدثها قال: كنت أدخل على الخطيب، وأمرضه، فقلت له يوما: يا سيدي! إن أبا الفضل بن خيرون لم يعطني شيئا من الذهب الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفع الخطيب رأسه من المخدة، وقال: خذ هذه الخرقة، بارك

(1) انظر " تذكرة الحفاظ " 3 / 1143.
(2) الخبر في " تذكرة الحفاظ " 3 / 1143 - 1144، وفي " المنتظم " 8 / 269، و " معجم الأدباء " 4 / 27، و " طبقات " السبكي 4 / 35.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»