سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٨٨
الخطيب أنه رآه في النوم، فقال له: كيف حالك؟ قال: أنا في روح وريحان وجنة نعيم (1).
وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا: رأيت بعد موت الخطيب كأن شخصا قائما بحذائي، فأردت أن أسأله عن أبي بكر الخطيب، فقال لي ابتداء: أنزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار. رواها البرداني في كتاب " المنامات " عنه (2).
قال غيث الأرمنازي: قال مكي الرميلي: كنت نائما ببغداد في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربع مئة، فرأيت كأنا اجتمعنا عند أبي بكر الخطيب في منزله لقراءة " التاريخ " على العادة، فكأن الخطيب جالس، والشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي عن يمينه، وعن يمين نصر رجل لم أعرفه، فسألت عنه، فقيل: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليسمع " التاريخ " فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر إذ يحضر رسول الله مجلسه، وقلت: هذا رد لقول من يعيب " التاريخ " ويذكر أن فيه تحاملا على أقوام (3).
قال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني: حدثني الفقيه الصالح حسن بن أحمد البصري قال: رأيت الخطيب في المنام وعليه ثياب بيض حسان وعمامة بيضاء، وهو فرحان يتبسم، فلا أدري قلت: ما فعل الله بك؟
أو هو بدأني، فقال: غفر الله لي، أو رحمني، وكل من يجئ - فوقع لي أنه يعني بالتوحيد - إليه يرحمه، أو يغفر له، فأبشروا، وذلك بعد وفاته بأيام.

(١) " الوافي بالوفيات " 7 / 197.
(2) الخبر في " تذكرة الحفاظ " 3 / 1145، و " الوافي " 7 / 197.
(3) " تذكرة الحفاظ " 3 / 1154، و " تبيين كذب المفتري " ص: 268 - 269، و " الوافي " 7 / 197.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»